للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن لأبي الحسن الدارقطني (١) كتابًا جليلاً في هذا الباب أعجز به من يريد أن يأتي بعده (٢)، إلا أنه ليس من جمعه، بل الجامع له تلميذه الحافظ أبو بكر البرقاني (٣). وتنسب أيضًا كتب في علل الحديث إلى كل من البخاري ويعقوب ابن أبي شيبة (٤)، والساجي (٥) وابن الجوزي (٦) وابن حجر (٧).

وأكثر ما يتطرق التعليل إلى الإسناد الجامع شروط الصحة ظاهرًا، وحينئذٍ تدرك العلة بتفرد الراوي، وبمخالفة غيره له مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه الناقد على وهم وقع، بإرسال موصول أو وقف مرفوع، أو دخول حديث في حديث، بحيث يغلب على ظنه أن الحديث غير صحيح، أو يتردد فيتوقف فيه (٨) ولكثرة تطرق التعليل إلى الإسناد، يستحب أن يصنف المسند


(١) هو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، أبو الحسن، المشهور بالدارقطني، نسبة إلى دار القطن ببغداد. أمير المؤمنين في الحديث، صاحب " السنن "، توفي سنة ٣٨٥ (" الرسالة المستطرفة ": ص ١٩).
(٢) " اختصار علوم الحديث ": ص ٧٠.
(٣) " الرسالة المستطرفة ": ص ١١١.
(٤) " شرح النخبة ": ص ٢١.
(٥) والساجي هو أبو يحيى، زكريا بن يحيى الضبي البصري، مُحَدِّثُ البصرة، المتوفى سنة ٣٠٧. قال الذهبي: «لَهُ كِتَابٌ جَلِيلٌ فِي عِلَلِ الحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى تَبَحُّرِهِ فِي هَذَا الفَنِّ». (" الرسالة المستطرفة ": ص ١١١).
(٦) واسم كتابه " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " وقد انتقد عليها، (" الرسالة المستطرفة ": ص ١١١).
(٧) واسم كتابه " الزهر المطلول في الخبر المعلول ". (" التدريب ": ص ٩١).
(٨) " التدريب ": ص ٨٩ وعنه في " التوضيح ": ٢/ ٢٧، ٢٨.