للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثالثًا - تأكيد صحابي مشهور أن لفلان صحبة، كما قال أبو موسى الأشعري بصحبة حَمَمَةَ بْنِ أَبِي حَمَمَةَ الدَّوْسِيِّ (١).

رابعًا - ادعاء الصحبة من شخص معلوم العدالة ضمن الإطار الزمني الممكن، وقد اصطلحوا على أن هذا الزمن الممكن لا ينبغي أن يجاوز سنة ١١٠ هـ (مائة سنة وعشر سنين للهجرة) واستنبطوا ذلك من قوله - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - كما في رواية مسلم والترمذي- " «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ اليَوْمَ، تَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ، وَهِيَ حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ» (٢). ولذلك كان طبيعيًا أن يرفض العلماء صحبة جعفر بن نسطور الرومي الذي ادعاها بعد سنة ٢٠٠هـ، وَسَرَبَاتِكْ الهندي المُتَوَفَّى سَنَةَ ٣٣٣ هـ.

ومما يستأنس به على ثبوت الصحبة، ولم ينص العلماء عليه: أن الأوس والخزرج كانوا جميعًا مسلمين في عهده - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -، فكل من لاقاه منهم فهو صحابي، وأن كل من كان بالمدينة أو بالطائف سنة عشر قد أسلم وشهد حجة الوداع مع النبي - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -، فثبتت له بذلك الصحبة. وأنه - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - لَمْ يُؤَمِّرْ في الفتوحات إلا أصحابه، فَقُوَّادِ الفُتُوحَاتِ في عهده صحابة كلهم (٣).

وقد حكى ابن الصلاح وابن عبد البر والنووي الإجماع على عدالة جميع الصحابة. وفي القرآن والسنة إشارة إلى فضل الصحابة وعدالتهم، فالله يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (٤)، ويقول {وَكَذَلِكَ


(١) " الباعث الحثيث: ص ٣٢١ ح ٣.
(٢) " الإصابة ": ١/ ٦.
(٣) " المختصر ": ص ٢٧.
(٤) [سورة آل عمران، الآية: ١١٠].