والشعر، قوي الحجة في المناظرة، أفحم جميع من ناظرهم من علماء العراق ومصر، وجمع بين فقه الحجازيين والمصريين والعراقيين.
ولي الحكم بنجران من أرض اليمن، فَوَشَوْا به الى الرشيد وزعموا أنه كان يريد الخلافة لنفسه، فَحُمِلَ إلى دار الخلافة ببغداد حيث اجتمع بالرشيد سَنَةَ ١٨٤هـ، وناظر أمامه محمد بن الحسن وعرف هذا قدره فَبَرَّأَهُ أمام الخليفة، ثم عاد إلى مكة ثم إلى العراق مرة ثانية سَنَةَ ١٩٥هـ، وفي هذه المرة اجتمع بالإمام أحمد بن حنبل والكرابيسي والزعفراني. وما زال بعد ذلك يتنقل بين مكة وبغداد حتى انتهى به المطاف في مصر سَنَةَ ١٩٩هـ، وفيها توفي سَنَةَ ٢٠٤هـ عن أربع وخمسين سَنَةً. وقد سئل إسحاق بن راهويه: كيف وضع الشافعي هذه الكتب وكان عمره يسيرًا؟ فقال:«جَمَعَ اللهُ لَهُ عَقْلَهُ لِقِلَّةِ عُمُرِهِ»!.
أما كتبه التي سُئِلَ عنها ابن راهويه فكثيرة في التفسير والحديث والفقه والأدب، ولكن أشهرها كتاب " الرسالة "، التي وضعها تلبية لرغبة عبد الرحمن بن مهدي، وهي رسالة في أصول الفقه. وله كذلك كتاب " الأم " الذي جمع فيه أعظم الأصول الدينية، ومنه ومن كتاب " المبسوط " للشافعي أيضًا التقط أبو عمرو محمد بن جعفر النيسابوري أحاديثة المسندة، فظن بعض العلماء أن للشافعي نفسه " مُسْنَدًا "، مستقلاً في الحديث. ولابن الأثير (المُتَوَفَّى سَنَةَ ٦٠٦هـ شرح على " المسند " المذكور.
روى عنه الإمام أحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلام،