للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث: ((ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر))، فيكون الرب في هذا الوقت قريباً من عبده، ولا ينال هذا الحظ الوافر إلا من له استعداد، وترقب لتحصيل هذه الفائدة العظيمة، التي تنبني عليها المنافع الدينية والدنيوية.

٢٥٢ - (٥) وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ فأكْثِرُوا الدُّعَاءَ)) (١).

- صحابي الحديث هو أبو هريرة - رضي الله عنه -.

قوله: ((أقرب)) استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن السجود أفضل من القيام، وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: ((إن كثرتهما، أفضل من طول القيام على الصحيح))، ومذهب أبي حنيفة رحمه الله أن طول القيام

أفضل من كثرة الركوع والسجود، وبه قال الشافعي؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أفضل الصلاة طول القنوت)) (٢) ومعناه: القيام؛ ولأن ذِكْرَ القيام هو القرآن، وذكر الركوع والسجود هو التسبيح، والقرآن أفضل؛ لأن ما طول به أفضل، وقال إسحاق - رحمه الله -: ((أما بالنهار فكثرة الركوع والسجود، وأما بالليل فطول القيام، إلا أن يكون رجل له حزب بالليل يأتي عليه، فكثرة الركوع، والسجود في هذا أحب إلي؛ لأنه يأتي على


(١) مسلم (١/ ٣٥٠) [برقم (٤٨٢)]. (ق).
(٢) رواه مسلم برقم (٧٥٦). (م).

<<  <   >  >>