وأنا أبتدئ بذكر الكتب التي أودعتها وليست بيدي اليوم ولا بيد غيري فيما أظن. فإني ما أطلعت لها على خبر من ذلك الوقت إلى الآن. ثم أذكر الكتب التي بأيدي الناس اليوم، والتي بيدي وما خرجت إلى الناس لانتظاري في إظهارها ما عودنيه الحق من صدق الخاطر الرباني، وهو الأمر الإلهي الذي عليه العمل عندنا، وبالله نستعين.
فصل
في ذكر الكتب المودعة. فمنها في الحديث
(١) اختصرت المسند الصحيح لمسلم بن الحجاج لنفسي. (٢) وكذلك اختصرت مصنف أبي عيسى الترمذي. وكنت ابتدأت كتابا سميته. (٣) المصباح في الجمع بين الصحاح. وكذلك ابتدأت في (٤) اختصار المحلى لابن حزم الفارسي و (٥) كتاب الاحتفال فيما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من سني الأحوال.
[٢ - ا]. وأما ما كان منها من علوم الحقائق في الطريق الصوفي: فمن ذلك (٦) كتاب الجمع والتفصيل في أسرار معاني التنزيل: أكملت منه إلى قولهوإذ قال موسى لفتاه لا أبرح. وجاء بديعا في شأنه، ما أظن على البسيطة من نزع في القرآن ذلك المنزع: وذلك أني رتبت الكلام فيه على كل آية على ثلاثة مقامات: مقام الجلال أولا، ثم مقام الجمال، ثم مقام الاعتدال، وهو البرزخ من حيث الورث الكامل المحمدي: فهو مقام الكمال. فآخذ الآية من مقام الجلال والهيبة فأتكلم والهيبة فأتكلم عليها حتى أردها لذلك المقام بألطف إشارة وأحسن عبارة. ثم آخذها بعينها وأتكلم عليها من مقام الجمال -وهو يقابل المقام الأول- حتى أردها كأنها إنما أنزلت في ذلك المقام خاصة. ثم أخذ تلك الآية