مليح وأبو الحسن ابن نقرات وغيرهم، ومن أهل المشرق أبو القاسم البصير وأبو عبد الله الكركيسي وأبو الحسن ابن المفضل ووفد على حاضرة مراكش ولقي بها الفقيه أبا الحسن علي بن عبد الملك بن القطان. ثم ارتحل إلى بجاية بعد الأربعين وستمائة واستوطنها، وكان معظما عند أهلها محترما وكان عند الملك بها حظيا مكرما، وروى بها عن الشيخ العالم العابد أبي الحسن علي بن أبي نصر رحمه الله، وروى عنه بها كثير واشتغل عليه اشتغال التحصيل والتعليم. والتبيين والتفهيم.
كانت تقرأ عليه الكتب الفقهية، وكتب الحديث وكتب اللغة والأدب. كان محصلا لهذه الفنون مجيدا فيها، ولا يخلو له وقت عن الاشتغال بالعلم أما الرواية وإما التدريس وإما المقابلة وإما عرض المسائل على سبيل المذاكرة. وكان أحسن الناس خلقا وألينهم للطلبة جانبا محبا في علم الأدب.