والنهر كالصل والجنات مشرفة ... والنهر والبحر كالمرآة وهو يد
فحيثما نظرت راقت وكل نوا ... حي الدار للفكر للأبصار تتقد
أن تنظر البر فالأزهار يانعة ... أو تنظر البحر فالأمواج تطرد
يا طالبا وصفها أن كنت ذا نصف ... قل جنة الخلد فيها الأهل والولد
ومن نظمه رحمه الله، هذه القصيدة القافية، والقطعة الميمية التي تذكر بعدها، نظمها في بعض سادات بني عبد المؤمن رحمهم الله تعالى. قال في سياق ذكره وقد ذكروا جمال قصر الربيع:-
عشونا إلى نار الربيع وإنما ... عشونا إلى نار الندى والمحلق
ركبنا بواديه جياد زوارق ... نزلنا إليها عن ضوامر سبق
وخضنا حشاه والأصيل كأنه ... بصفحته تبدى مروق زنبق
وسيدنا قد سار فيه لأنه ... بزورقه إنسان مقلة أزرق
فقلت وطرفي يجتلي كل عبرة ... وزورقه يهوى به ثم يرتقي
أيا عجبا للبحر عب عبابه ... تجمع حتى صار في بطن زورق
ولما نزلنا ساحة القصر راعنا ... بكل جمال مبهج الطرف مرتق
فما شئت من ظل وريف وجدول ... وروض متى تلمم به الريح يعبق
وشادي مغاني الحسن في نغماته ... يطارحه هدر الحمام المطوق
فيا حسن ذاك القصر لا زال آهلا ... ويا طيب ريا نشره المتنشق
رتعنا به في روضة الأنس بعدما ... هصر نابه غصن المسرة مورق
ويضحكنا طول الوصا وربما ... يمر على الاوهام ذكر التفرق
فتضحى موصونات الدموع هدالة ... ونحن على طرف من الدهر أبلق
لمثلهما من منزه ونزاهة ... يجرر ذيل الذيل كل موفق