فله ساعات مضين صوالح ... عليهن من زي الصبا أي رونق
خلعنا عليها النسك إلا أقله ... وان عاودت، نخلع عليها الذي بقي
ولما نضب ماء الأصيل، ورق نسيمه العليل، وهم العشي بانصرام، وودع النهار بسلام، وأرخى الليل فوقنا سدوله، وجرر على الأفق ذيوله، عدنا إلى زورقنا ذلك، ومحيا الجو غير محتجب، ووجه الأفق غير متلفع بثوب الغمام ولا منتقب، وقد تشكلت الكواكب في الماء، فكأنما يجري بنا زورقنا في السماء، فأمروا أعزهم الله بوصف تلك الحالة، فبادرتهم بهذه العجالة:
وليل مسرة ما زلت منها ... أمر على صراط مستقيم
لبست ثيابه عزا إلى أن ... تحدرت الرجوم من النجوم
فنهر كالسجلجل قد تراءت ... على شطيه جنات النعيم
يسر النفس في نظر وشيم ... من المرأى الوسيم أو النسيم
تشكلت الكواكب فيه حتى ... جرت في قعره شهب الرجوم
وأشكل منظرا علوا وسفلا ... من الفلك الأثير إلى التخوم
فما تمتاز أرض من سماء ... وحوت الماء من حوت النجوم