كاللخمي وابن بشير وغيرهما، هل تحكى أقوالا عن المذهب فيقال مثلا، في المذهب ثلاثة أقوال بما يقوله اللخمي أولا، فقال لي إنما تكون الحكاية بحسب الواقع، فيقال في المذهب قولان، ويقال وقال اللخمي كذا، أو فلان ويعزى إليه ما قال، وسألت عن هذه القضية شيخنا الفقيه أبا القاسم ابن زيتون، فقال لي نعم، يحكى قول اللخمي وغيره قولا في المذهب، كما يحكي قول من تقدم من الفقهاء في المذهب، وهذان الجوابان جيدان، أما جواب الفقيه أبي العباس، فإنه مبني على سبيل التوقف والورع، وأما جواب الفقيه أبي القاسم، فإنه مبني على سبيل النظر، لأنه رأى أن كل جواب بني على أصول مذهب مالك وطريقته فإنه من مذهبه، والمفتي به إنما أفتى على مذهبه، فيصح أن تضاف هذه الأقوال إلى المذهب وتعد منه.
ولما أقمت المدة التي أقمتها بتونس، وأردت الانفصال إلى بجاية، جئت لوداعه فودعته وتبركت به، ولما أردت الانصراف قال لي أن رجعت نريك فعجبت من كلامه ذلك، لأني انفصلت وفي نيتي عدم العود، وكان القوم على السير في البحر، فركبت البحر بجملتي وتعذر علينا الهواء فأصبحت في المرسى أجفان غزوانية للنصارى، فهبطنا إلى البر خيفة منها، وبعد أيام قاتلت