للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عز اسمه: "وَمَنْ تَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ"١ لأنه أراد: امرأة.

ومن باب الواحد والجماعة قولهم: هو أحسن الفتيان وأجمله, أفرد الضمير؛ لأن هذا موضع يكثر فيه الواحد كقولك ٢: هو أحسن فتى في الناس؛ قال ذو الرمة:

وميَّة أحسن الثقلين وجهًا ... وسالفة وأحسنه قذالًا٣

فأفرد الضمير مع قدرته على جمعه, وهذا يدلك على قوة اعتقادهم أحوال المواضع٤, وكيف ما يقع فيها, ألا ترى أن الموضع موضع جمع, وقد تقدَّم في الأول لفظ الجمع فتُرِكَ اللفظ وموجب الموضع إلى الإفراد؛ لأنه يؤلف في هذا المكان.

وقال سبحانه: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ} ٥ فحمل على المعنى وقال: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ٦ فأفرد على لفظ من, ثم جمع من بعد، وقال عبيد ٧:

فالقطبيات فالذنوب


١ آية: ٣١، سورة الأحزاب. وقراءة "تقنت" بالتاء قراءة ابن عامر ويعقوب والجحدري. وانظر الكتاب ١/ ٤٠٤.
٢ كذا في ش، ط. وفي ز: "كقولهم".
٣ هذا من قصيدة في مدح بلال بن أبي بردة، والسالفة: أعلى العنق، والقذال: مؤخر الرأس فوق القفا، وانظر الخزانة ٤/ ١٠٨، والديوان ٤٣٦، والكامل ٦/ ١٨٥.
٤ في ط: "الموضع".
٥ آية: ٨٢، سورة الأنبياء.
٦ آية: ١١٢، سورة البقرة. وفي ط: {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} وهذا لا يوافق التلاوة.
٧ أي: ابن الأبرص. وصدر البيت:
أقفر من أهله ملحوب
وهو مطلع معلقته.

<<  <  ج: ص:  >  >>