(٢) زاد بروفنسال من مخطوطة للبكري النص التالي، وهو غير واد في الأصلين اللذين اعتمدتهما، كما أنه لم يرد في النسخ التي اعتمدها بروفنسال ولهذا أوردته في الهامش: وصاحب برشلونة اليوم راي منذ بن بلنقر بن بريل، وكان خرج يريد بيت المقدس سنة ٤٤٦، فنزل في مدينة نربونة على رجل من كبراء أهلها، فتعشق امرأته وتعشقته، ثم تمادى في سفره حتى وصل بيت المقدس، ثم كر راجعاً حتى أتى نربونة، فنزل على ضيفه بها وليس إليه هم إلا امرأته، فحكم ذلك التعشق بينهما، واتفق معها على أن تعمل الحيلة في الهروب إليه من بلدها، فيزوجها من نفسه؛ فلما وصل غلى برشلونة أرسل إليها قوماً من اليهود في ذلك، ودخل صاحب طرطوشة في الأمر، فأوصلهم في الشواني غلى نربونة، فلم تتوجه لليهود الحيلة في أمرها، وأحس زوجها ببعض شأنها، وكان بها كلفاً فثقفها، فكان تثقيفه لها سبباً لمعونة أهلها على مرادها. فوصلت مع قوم منهم غلى برشلونة، فنزل راي منذ عن امرأته وتزوج النربونية، فلبست الأولى المسوح، وخرجت مع جماعة من أهل بيتها غلى رومة حتى أتت عظيمها وصاحب الدين بها، وهو الذي يسمونه البابه، فشكت إليه ما صنع زوجها، وأنه تركها بغير سبب، وهو أمر لا يحل في دينهم، وأنهم لا يجوز لهم فعله، وإنما حمله على ذلك عشقه لها، وشهد لها شهود قبلهم، فحرم البابه على صاحب برشلونة دخول الكنائس وأمر أن لا يدفن له ميت، وأن يتبرأ منه جميع من يعتقد النصرانية. فلما علم ذلك، علم أنه لا حيلة له معه، ولا بقاء في أفق يكون فيه لنصراني حكم؛ فبذل الأموال ودس مشاهير الأساقفة والقسيسين، وأوطأهم على الشخوص غلى البابه، وأن يشهدوا له أنه تقضى عن نسب المرأة التي ترك، فوجدها منه بقربى تحرمها عليه، وأن النربونية فرت من زوجها لذلك، لأنها كانت منه بنسب، وكان يكرهها على المقام معه. فنفذ القوم إلى البابه، وشهدوا للقومس ما أوصاهم عليه، فقبلهم، وأباح له دخول الكنائس ودفن من مات له وسائر ما حجر عليه. (٣) بردعه، بالدال المهملة وبالذال أيضاً؛ وبعض المادة التي أوردها المؤلف هنا عند الكرخي: ١٠٩ وياقوت (عن الكرخي) ، والفقرة الأولى في هذه المادة منقولة عن نزهة المشتاق: ٢٦٥. (٤) توفي يزيد سنة ٢٨٥، وانظر الأغاني ١٨: ٣٢٥ - ٣٢٦، وابن خلكان ٦: ٣٢٧ - ٣٢٩.