للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان أبوه قبيصة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (١) .

وسميت (٢) كرمان بكرمان بن فلوج من ولد لمطي (٣) بن يافث بن نوح عليه السلام.

كرماله (٤) :

حصن من حصون أوغة من بلاد الافرنج الساحلية مشرقاً، فيه أعجوبة وهي صورة امرأة من حجر قد نبتت في فيها كرمة مطعمة، من أكل من عنبها شيئاً لم يولد له أبداً ويزعمون أن شنت مرتين مر على هذا الحصن فخرجت عليه امرأة فاجرة زوجة رجل سلاب كان بها فجردته من ثيابه، وطاع لها بها حتى بلغت منه نزع السراويل فدعا عليها دعوة مسخت من حينها حجراً وأدخلت زرجونة في فمها على سبيل العبث بها فعلقت.

كركنت (٥) :

مدينة بجزيرة صقلية، وهي متحضرة عامرة بالوارد والصادر ولها قلعة سامية حصينة، ومدينتها حسنة زاهية قديمة العمران وهي من أعظم الحصون مقصودة من سائر الآفاق وبها أسواق جامعة لأصناف الصنائع وضروب المتاجر، وبها حدائق وجنات وغلات والبحر منها على ثلاثة أميال وبينها وبين مدينة الشاقة مرحلة في البحر وهي خمسة وعشرون ميلاً، وهي في نشز من الأرض يحيط بها سور وفيها آثار للأول، وبها أصنام وهي أكثر بلاد صقلية طعاماً.

كرمينية (٦) :

مدينة من أعمال بخارى كبيرة عامرة كثيرة الخلق خصيبة الأرض كثيرة الفواكه واللطف ولها مسجد جامع ومنبر، ولها قرى كثيرة، وهي طيبة الهواء.

الكرك (٧) :

حصن مشهور بناحية الشام ومعقل مشهور.

وحكي (٨) أن السلطان العادل سيف الدين أبا بكر محمد بن أيوب، أخا صلاح الدين، سمعه مسخرة له يقال له خضير يقول في وضوئه: اللهم حاسبني حساباً يسيراً ولا تحاسبني حساباً عسيراً، فقال: يا خوند على أي شيء يحاسبك حسابا يسيراً؟ لو قال لك أين أموال الخلق التي أخذتها؟ قل له: تراها بأمانتها في الكرك ما أخرجت منها شيئاً، وكان خزائن أمواله بهذا المعقل.

[كرسب:]

موضع بالهند منه يحمل البقم، وهو بيوت على ساحل البحر من طين وحشيش، وأهلها سمر الألوان، ولسانهم لسان الهند، ولهم أزر وأردية من إبريسم عليها نقوش، وهم عبدة أصنام، كل واحد منهم قد اتخذ صنماً لنفسه من طين في بيته، ويمنعون المسلمين من اتخاذ مساجد في مواضعهم وأن يدفنوا موتاهم في مواضعهم، يقولون أن المطر يحبس عنهم بذلك السبب، ومنها يجلب البقم الجيد.

كلواذا (٩) :

مدينة بها مسجد جامع، تتصل عمارة بغداد بها شرقاً، وبين المدينتين جسران مربوطان بالسفن يجتاز عليهما الناس، وبينها وبين بغداد ثلاثة فراسخ.

وبها (١٠) مسجد جامع ومنبر وأسواق.

الكلاب (١١) :

واد لبني عامر بين العراق واليمن، وكان يوم الكلاب الأول والثاني من مشاهير أيام العرب، فكان يوم الكلاب الأول لسلمة بن الحارث بن عمرو ومعه بنو تغلب والنمر بن قاسط بن سعد بن زيد مناة على أخيه شرحبيل بن الحارث بن عمرو ومعه بكر بن وائل وحنظلة بن مالك وبنو أسد وطوائف من بني عمرو بن تميم والرباب، وهذا اليوم هو الذي عنى امرؤ القيس في قوله:

كما لاقى أبي حجر وجدي ... ولا أنسى قتيلاً بالكلاب وكان يوم الكلاب الثاني لبني تميم وبني سعد والرباب ورئيسهم قيس بن عاصم على قبائل مذحج في اثني عشر ألفاً ورئيسهم يزيد


(١) قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شداد الهلالي ابو بشر، نزل البصرة (الاستيعاب: ١٢٧٣) .
(٢) معجم ما استعجم ٤: ١١٢٥.
(٣) معجم البكري: لنطي.
(٤) آثار البلاد: ٦٠٧ نقلاً عن العدوي، ومما يلحق باليقين أن المؤلف هنا ينقل عن البكري.
(٥) الإدريسي (م) : ٣١ (جرجنت)) (Girgenti) .
(٦) قارن بنزهة المشتاق: ٢١٤، والكرخي: ١٧٥، وابن حوقل: ٤٠٣، وياقوت (كرمينية) .
(٧) قد مر الحديث عنها في مادة ((حصن الكرك)) .
(٨) وردت هذهالحكاية في نفح الطيب ٢: ٢٩٨.
(٩) نزهة المشتاق: ٢٠١، وقارن بياقوت (كلواذي) .
(١٠) اليعقوبي: ١٨٦.
(١١) قارن بمعجم البكري: ٤: ١١٣٢، وياقوت (الكلاب) ، وفي تحديد الموضع اختلاف.

<<  <   >  >>