للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إفليل]

مدينة برأس عين من أرض الجزيرة ما بين دجلة والموصل منها أبو القاسم إبراهيم بن محمد الإفليلي (١) من ولد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، كان صدراً في علم الأدب يقرأ عليه ويختلف فيه إليه، وله رواية.

[افرن]

بناحية الأربس (٢) من البلاد الإفريقية، وهما: افرن الكبرى وافرن الصغرى، وإلى الكبرى منهما انتهى أحمد بن مرزوق (٣) الثائر بإفريقية في طلب عبد العزيز بن ابراهيم فوجد الجموع وأخلاط الناس قد سبقوا إليه وأحاطوا به فقتلوه ونهبوا المحلة ورجع أحمد هذا غانماً إلى تونس.

إفرنجة (٤)

في وسط الإقليم الخامس، هواؤها غليظ لشدة بردها، ومصيفها معتدل، وهي بلاد كثيرة الفاكهة غزيرة الأنهار المنبعثة من ذوب الثلج، ومدائنها متقنة الأسوار محكمة البناء، وآخر حدودها بحر الشام (٥) والبحر المحيط بجوفها وتتصل ببلاد رومة أيضاً من ناحية القبلة، وتتصل أيضاً من ناحية الجوف ببلاد القالبة بينهما شعراء ملتفة مسيرة الأيام الكثيرة، وتتصل في الشرق بالقالبة أيضاً، وتتصل في الغرب بالبش كنس، وتتمادى أعمال إفرنجة في الطول والعرض مسيرة شهرين في شهرين، ويحجز بين بلاد إفرنجة وبلد الصقالبة من الجوف والشرق الجبل المعترض بين البحرين، فيتمادى بلد الأفرنج مع ساحل البحر الشامي حتى يلزق بجزيرة رومة (٦) ، ويتمادى مع الجبل المعترض في الجوف إلى البحر المحيط ويتصل بالصقالبة بلاد المجوس المعروفين بالانقلش (٧) ، وسيوف افرنجة تفوق سيوف الهند، ومنها يرد الرقيق النفيس وإليها يرد الرقيق من بلاد الصقالبة (٨) ولا يكاد يرى ببلد افرنجة زمن ولا ذو عاهة، والزنا في غير ذوات الأزواج عند الافرنج غير منكر، وإذا حلف أميرهم أو كبيرهم حانثاً استهانوه ولم يزالوا يعيرونه بذلك، وأبناء الأشراف عندهم يسترضعون في الأباعد ولا يعرف الابن أبويه حتى يعقل وإذا عقل رد إليهما فيراهما كالسيدين ويكون لهما كالعبد.

وكانت مملكتهم مجتمعة وأمرهم ملتئماً حتى ثار على (٩) رجل منهم يسمى قارله، قومس (١٠) يقال له ردبيرت (١١) وذلك في عهد الإمام عبد الله، فحشد له قارله وزحف بعضهما إلى بعض فقتله قارله وأسر أصحاب ردبيرت قارله فمكث عندهم أسيراً أربعة أعوام ثم هلك بأيديهم فافترق ملكهم واقتسم.

والافرنجة من ولد يافث هم والجلالقة والصقالبة والنوكبرد والاشبان والترك والخزر وبرجان واللان ويأجوج ومأجوج، والافرنجة تدين بدين النصرانية برأي الملكية منهم، ودار ملكهم الآن بويرة (١٢) وهي مدينة عظيمة ولهم من المدائن نحو من خمسين ومائة مدينة، وقد كانت مملكتهم قبل ظهور الإسلام بإفريقية وجزيرة صقلية وجزيرة اقريطش، والافرنجة أكثر هذه الأمة عدة وأحسنهم انقياداً لملوكهم وأكثرهم مدداً وأول ملوكهم قلوديه (١٣) وهو أول من تنصر، وكانوا مجوساً، فنصرته امرأته واسمها قلوطلد (١٤) .

ويحكى أن موسى لما غزا الأندلس أراد أن يخرق ما بقي عليه من بلاد افرنجة ويفتح الأرض الكبيرة حتى يتصل بالناس إلى الشام مؤملاً أن يتخذ مخترقه تلك الأرض طريقاً مهيعاً يسلكه أهل الأندلس في مسيرهم ومجيئهم من المشرق وإليه على البر لا يركبون بحراً وأنه أوغل في بلاد افرنجة حتى انتهى إلى مغارة كبيرة وأرض سهلة ذات آثار فأصاب فيها صنماً عظيماً قائماً كالسارية مكتوباً فيه بالنقر كتابة عربية قرئت فإذا هي: يا بني إسماعيل انتهيتم فارجعوا فهاله ذلك وقال: ما كتب هذا إلا لمعنى، وشاور أصحابه في الإعراض عنه وجوازه إلى ما وراءه، فاختلفوا عليه، فأخذ برأي جمهورهم وانصرف بالناس وقد أشرفوا على قطع البلد وتقصي الغاية.


(١) ابن خلكان ١:٥١.
(٢) في الأصل: الأرسن.
(٣) أحمد بن مرزوق: أكبر الظن أنه الثائر الذي ادعى أنه الفضل بن الواثق الحفصي وقد بويع بتونس في ٢٧ شوّال ٦٨١ وقتل سنة ٦٨٣، وقد أنخى عليه ابن قنفذ فيكتابه: الفارسية ١٤٣ - ١٤٥، وانظر أيضاً تاريخ الدولتين: ٣٧ وما بعدها.
(٤) بروفنسال: ٢٦ والترجمة: ٣٢ والبكري (ح) : ١٣٧.
(٥) بروفنسال: بحر الشام بقبليها.
(٦) زاد في بروفنسال: وبلاد لنقبرذية.
(٧) زيادة في بروفنسال.
(٨) روفنسال: ومنها يرد الرقيق من بلاد الصقالبة.
(٩) في الأصل: عليهم.
(١٠) زاد في بروفنسال: مع ملك.
(١١) في الأصل: رد بينرت، وهو روبرت الأول الذي توج في ريمس سنة ٩٢٢ (بروفنسال) .
(١٢) في الأصل: نويرة، وعند بروفنسال: لوذون (Lyon) .
(١٣) قلوديه: (Clovis) .
(١٤) في الأصل: عرطله، وهي: (Clotide) .

<<  <   >  >>