للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يثرب (١) :

بالثاء المثلثة، اسم جاهلي لمدينة النبي صلى الله عليه وسلم سميت بيثرب بن قانية بن مهليل بن ارم بن سام بن نوح، لأنه أول من نزلها.

ولمّا هلك هؤلاء ببعض غوائل الدهر وأقصدتهم سهامه قال بعض ولده ممن رثاهم:

عين جودي على عبيل وهل يُر ... جع ما فات فيضُها بانسجام

عمروا يثرباً وليس بها شف ... ر ولا صارخ ولا ذو سنام

غرسوا لينها بمجرى معين ... ثمّ حفوا الفسيل بالآجام وقال اله تعالى حاكياً " وَإذ قَالَت طَائِفَة مِنهم يَا أهلَ يَثرِب لَا مُقَامَ لَكم " " الأحزاب: ١٣ "، وقال صلى الله عليه وسلم: " تسمونها يثرب ألا وهي طيبة "، كأنه كره أن تسمى يثرب لما فيه من لفظ التثريب.

ولمّا خرج عمرو بن عامر من اليمن بسبب أنه رأى جرذاً يحفر في سدّ مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم، علم أنه لا بقاء للسدّ على ذلك، فعزم على النقلة من اليمن، فكاد قومه، فأمر أصغر بنيه أن يلطمه في القصة المشهورة، فتفرقوا في البلاد، فنزلت الأوس والخزرج يثرب، والخبر طويل.

قالوا: وكانت يثرب تدعى في الجاهلية غلبة، غلب عليها اليهود العماليق، وغلب الأوس الخزرج علها اليهود، وغلب المهاجرون عليها الأوس والخزرج، وغلب الأعاجم عليها المهاجرين.

يجاجين (٢) :

بمقربة من سبتة، وهي مدينة جليلة مفيدة، على نهر عذب، وبها جامع وأسواق وحمّام، وهي لمصمودة.

اليحموم (٣) :

جبل بالجزيرة قريب من الثرثار.

يدوغ (٤) :

جبل يدوغ على مدينة بونة، وهو عالي الذروة، وفيه معادن الحديد.

[اليرموك:]

موضع بالشام فيه كانت الوقيعة العظمى المشهورة للمسلمين على الروم في الصدر الأول.

قالوا (٥) : إن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لمّا بلغه كتاب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يأمره بنزول حمص ويحذره من المتنصرة، انثنى أبو عبيدة رضي الله عنه إلى حمص فنزل بها يوم الجمعة من شوّال سنة أربع عشرة، فصالحه أهلها على أداء الجزية بعد أن قاتلهم، وبها مات عكرمة بن أبي جهل، وبعث خالداً رضي الله عنه إلى المعرّات وبلد العواصم، فصالحه أهلها على أداء الجزية، فلما بلغ هرقل افتتاح العرب لهذه البلاد، جيش الجيوش من كل ناحية، وأرسل إلى أهل رومية وأهل قسطنطينية وأهل أرمينية ومن كان على دينه من أهل الجزيرة، وبعث إلى عماله أن يحشدوا كلَّ من بلغ الحلم فما فوقه من أهل مملكته إلا الشيخ الفاني، فاجتمعوا، ووجَّه معهم من الملوك ابن قاطر وجرجير الأرمني والدرنجار وقورين ابن اخته، ومعهم الشمامسة والقسيسون والرهبان والأساقفة والبطارقة، ولم يبق في الصوامع راهب إلا نزل غضباً لدينهم، فرفعوا مائة ستين صليباً تحت كل صليب عشرة آلاف، وأمر عليهم ماهان الأرمني، وكان من أشرافهم وعظمائهم ليس فيهم أشجع منه.

فلما (٦) بلغ المسلمين اجتماع جموع الروم استشار أبو عبيدة رضي الله عنه أهل الرأي، فكلهم أشار عليه بالخروج عن الشام إلا خالد بن الوليد رضي الله عنه، وتبعه على ذلك قيس بن هبيرة بن مكشوح، وكان مثله في الشدة والاقدام والشجاعة، فقال خالد لأبي عبيدة: ولِّني ما وراء بابك ودعني والأمر، فولاه أبو عبيدة أمرهم.


(١) معجم ما استعجم ٤: ١٣٨٩.
(٢) البكري: ١١٤.
(٣) ذكر ياقوت في مادة ((اليحموم)) ثلاثة مواضع بهذا الاسم ولم يذكر أن يقرب الثرثار جبلاً يقال له اليحموم والظاهر أن المؤلف هنا قاس اليحموم على الحشاك في قول الأخطل:
أمست إلى جانب الحشاة جيفته ... ورأسه دونه اليحموم والصدر (٤) الإدريسي (د/ ب) : ١١٧/ ٨٦؛ ص ع: يدرع؛ وعند البكري: ٥٥ أن الجبل المطل على بونه يسمى ((زعوغ)) .
(٥) انظر فتوح البلدان للبلاذري: ١٦٠، والطبري ١: ٢٠٩٠، وفتوح الأزدي: ١٣٤.
(٦) فتوح الأزدي: ١٦٨.

<<  <   >  >>