للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونزلت الأوس والخزرج يثرب، ونزل أزد عمان عمان، ونزلت خزاعة مراً كما قلناه، ونزلت أزد السراة السراة، وفيهم نزل: " لقد كان لسبأ في مسكنهم ".

وبطن مر (١) فيه عين ماء في مسيل رمل، وحوله نخيلات يأوي إليها قوم من العرب، ومن بطن مر إلى عسفان ثلاثة وثلاثون ميلاً.

المريسيع (٢) :

قرية من قرى وادي القرى، وقال البخاري: هو ماء بنجد في ديار بني المصطلق من خزاعة، وقال ابن إسحاق: من ناحية قديد إلى الشام، غزاة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ست فهي غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق وغزوة نجد، قال الزهري: وفيها كان حديث الإفك.

ثنية المرار (٣) :

في حديث الحديبية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس: " انزلوا "، فقيل: يا رسول الله ما بالوادي ماء ننزل عليه فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سهماً من كنانته فأعطاه رجلاً من أصحابه فنزل به قليباً من تلك القلب فغرز (٤) في جوفه فجاش بالارواء حتى ضرب الناس فيه بعطن.

مداسة (٥) :

مدينة من بلاد السودان، وهي متوسطة كثيرة العمارة، وفي أهلها معرفة، وهم على شمال النيل ومنه شربهم، وهي بلد أرز وذرة، وأكثر عيشهم من الحوت وتجارتهم بالتبر.

[المربد:]

موضع بالبصرة، قال جعفر بن سليمان: العراق عين الدنيا، والبصرة عين العراق، والمربد عين البصرة، وداري عين المربد، وفي مقصورة ابن دريد (٦) :

فالمربد الأعلى الذي تلقى به ... مصارع الأسد بألحاظ المها

مركطة (٧) :

مدينة بينها وبين بلاق مرحلة ببلاد السودان، وهي صغيرة لا سوق لها، مجتمعة الخلق متحضرة، وبها شعير يتعيشون منه، والسمك والألبان عندهم كثير، وإليها يدخل التجار في بحر القلزم.

مرو الشاهجان (٨) :

من خراسان، وتسمى أم خراسان، والمرو بالفارسية المرح، والشاه الملك، وجان النفس، فمعناه " مرح نفس الملك "، وقال مسلم بن الوليد:

حنت بمرو الشاهجان تسومني ... أحداً أشطت لو تحس بذاكا وإذا أطلقوا مرو فإنما يعنون مرو الشاهجان، والنسبة إليها مروزي، وهو من شاذ النسب، ومن قصيدة زياد الأعجم التي رثى بها المغيرة بن المهلب:

إن السماحة والمروءة ضمنا ... قبراً بمرو على الطريق الواضح وفيها قتل يزدجرد آخر ملوك الفرس سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن شهريار، وقتله الأعاجم، تولى قتله رجل ينقر الأرحاء، وسبيت له ابنتان فوجه بهما إلى العراق.

وبين مدينة (٩) مرو وبلخ مائة وستة وعشرون فرسخاً، وتعرف بمرو الشاهجان الأولية البنيان، وقهندزها من بناء طهمورث، والمدينة القديمة من بناء ذي القرنين، ويقال إنه دعا لها بالبركة وقال: لا يصاب أهلها بسوء، وهي في أرض مستديرة بعيدة من الجبال وليس في شيء من حدودها جبل، وأرضها كثيرة الرمل وأبنيتها بالطين، وحدها من المشرق بشاطئ جيحون وفي الجنوب حدود الترمذ والبحر، وفي الشمال أوائل دروب خوارزم وفي المغرب أول حد سرخس، وهي سهلية رملية تحيط بها الرمال والمفاوز ويجري فيها نهر عظيم منه شربهم يقبل من ناحية الجنوب من مرو الروذ، وهو شرب مرو الروذ، وابتداؤه من حدود الباميان.

وفي مرو ثلاث مساجد للجمعات، لأن أول مسجد أقيم للجمعة ضاق عن الناس لما كثروا فبنى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه المسجد المعروف بالعتيق على باب المدينة حيث الجامع


(١) نزهة المشتاق: ٥١.
(٢) معجم ما استعجم ٤: ١٢٢٠.
(٣) معجم ما استعجم ٤: ١٢٠٦، والسيرة ٢: ٣١٠، ص ع: ثنية المراة، وهناك ثنية المرة (تخفيف مرأة) ، انظر معجم البكري: ١١٦١، ١٢٠٩.
(٤) ع ص: فغرزها.
(٥) ص ع: مراسة، ولهذا وردت في هذا الموضع، وكذلك هي في أصول نزهة المشتاق، والمؤلف ينقل عنه الإدريسي (د/ ب) : ٨/ ٩ (OG: ٢٥) .
(٦) شرح المقصورة: ١٤٦.
(٧) الإدريسي (د) : ٢٢ (OG: ٤١) ، ع ص: مركضة.
(٨) معجم ما استعجم ٤: ١٢١٦.
(٩) قارن بالكرخي: ١٤٧، وابن حوقل: ٢٩٨، ٣١٠، وياقوت.

<<  <   >  >>