للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والغواصون عليه أجراء للمسلمين والنصارى، أجر الغواص فيه من قيراط إلى نصف درهم، يغوصون إلى نصف النهار، ثم يأخذون في شق الصدف إلى آخر النهار، وإذا أراد الغواصون أن يغوص أحدهم عمد إلى آلة ذات شقتين قد اتخذت من القرون دقيقة جداً تضم المنخرين فتمنع الماء منه، ويشد في إحدى رجليه صخرة مقدار عشرين مناً، وشد معها وعاء أخذ من شماريخ النخل جعل فيه ما وصل إليه من الصدف، فإذا ملأه حرك الحبل فجذبوه.

معرة النعمان (١) :

بالشام مدينة قديمة فيها خراب، بينها وبين حلب خمسة أيام، وهي مدينة كبيرة كثيرة المباني والأسواق، ولا في شيء من نواحيها ماء جار ولا عين، والغالب على أرضها الرمل وشرب أهلها من ماء السماء، وهي كثيرة الزيتون والكروم والتين والفستق والجوز وغير ذلك، وأهلها تنوخ.

ولها سبعة أبواب: باب حلب. باب الكبير. باب شيث. باب الجنان. باب حمص. باب كذا. وعلى ميل منها دير سمعان، وفيه قبر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ويذكر أن قبر شيث بن آدم عليهما السلام عند الباب المنسوب إليه منها، وداخل المعرة قبر يوشع بن نون، وله يوم حفل في كل عام يقصد إليه من الأقطار ومنها أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري اللغوي الشاعر البليغ الفصيح، كانت تشد إليه الرحال وتضرب إليه أكباد الإبل من الآفاق، وزعموا أنه ينتحل مذهب البراهمة والله أعلم. والناس يقابلون بينه وبين ابن سيده ويقولون: أعميان إمامان حافظان أحدهما بالمشرق والآخر في المغرب ويخوضون في ذلك. والذي ذكر البلاذري (٢) أنها تنسب إلى النعمان بن بشير الأنصاري.

وبلاد المعرة (٣) سواد كلها بشجر الزيتون والتين والفستق وأنواع الفواكه، ويتصل التفاف بساتينها وانتظام قراها مسيرة يومين، وهي أخصب بلاد الله وأكثر أرزاقاً ووراءها جبل لبنان.

[معان:]

موضع في طريق الشام من المدينة؟ وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه عند خروجه في المبعث الذي وجهه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره من الأمراء إلى مؤتة، وكان بلغهم أن الروم قد جمعت لهم، فتردد الناس وكأنهم تهيبوا فقال (٤) :

جلبنا الخيل من أجأ وفرع ... تغر من الجشيش لها العكوم

أقامت ليلتين على معان ... فأعقب بعد فترتها جموم

فلا وأبي مآب لنأتينها ... وإن كانت بها عرب وروم وفي شعر أبي العلاء المعري (٥) :

معان من أحبتنا معان ... تجيب الصاهلات به القيان

[بئر معونة:]

ماء لبني عامر بن صعصعة، كانوا غدروا فيه ببعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر القصة بطولها ابن إسحاق في سيره (٦) .

مغام (٧) :

في جهة طليطلة، وفيها الطفل الذي لا يشبهه طفل، لجودته وكثرته.

المغمس (٨) :

موضع في طرف الحرم فيه برك محمود فيل أبرهة حين توجه به إلى مكة لإخراب الكعبة بزعمه، جعلوا يوجهونه إلى كل جهة فيمضي، فإذا وجهوه إلى الكعبة برك، وجهدوا في ذلك فأعياهم، وكان قائل قال له في أذنه: ابرك محمود فإنك في حرم الله تعالى، وفي هؤلاء نزل " ألم تر كيف فعل ربك


(١) نزهة المشتاق: ١٩٧ وبعضه في أول المادة وآخرها عن اليعقوبي: ٣٢٤، وانظر الكرخي: ٤٦، وابن حوقل: ١٦٤، وياقوت (معرة النعمان) ، وفي صبح الأعشى ٤: ١٤٢ نقل عن الروض.
(٢) فتوح البلدان: ١٥٦.
(٣) رحلة ابن جبير: ٢٥٤.
(٤) السيرة ٢: ٣٥٧.
(٥) شروح السقط: ١٧٢.
(٦) السيرة ٢: ١٨٣.
(٧) أهملها بروفنسال، كأنه اعتمد على ما ورد عنها في مادة طليطلة، وانظر الإدريسي (د) : ١٨٨.
(٨) انظر معجم ما استعجم ٤: ١٢٤٨، والسيرة ١: ٥٢.

<<  <   >  >>