للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأخيه عصى عبد الرحمن وصار في حيز رذمير ملك الجلالقة، فأعانه على المسلمين ودله على عوراتهم، ثم خرج أمية في بعض الأيام عن المدينة يتصيد في بعض متنزهاته، فغلب على المدينة بعض غلمانه ومنعه من الدخول إليها، وكاتب عبد الرحمن، فمضى أمية بن إسحاق أخو الوزير المقتول إلى رذمير فاصطفاه واستوزره وصيره في جملته. وغزا عبد الرحمن صاحب الأندلس مدينة سمورة دار مملكة الجلالقة، وكان في أزيد من مائة ألف فكانت الوقيعة بينه وبين رذمير ملك الجلالقة في شوال سنة سبع وعشرين وثلثمائة كما قدمناه، فكانت للمسلمين عليهم، ثم ثابوا بعد أن حصروا وألجئوا إلى المدينة، فقتلوا من المسلمين بعد عبورهم الخندق خمسين ألفاً، وقيل إن الذي منع رذمير من طلب من نجا من المسلمين أمية بن إسحاق، خوفه الكمين ورغبه في ما كان في عسكر المسلمين من الأموال والعدد والخزائن، ولولا ذلك لأتى على جميع المسلمين، ثم إن أمية هذا استأمن عبد الرحمن بعد ذلك وتخلص من رذمير، فقبله عبد الرحمن أحسن قبول، وقد كان عبد الرحمن صاحب الأندلس بعد هذه الوقيعة جند عساكر مع عدة من قواده إلى دار الجلالقة، فكانت لهم حروب هلك فيها من الجلالقة ضعف ما قتل من المسلمين في الوقيعة الأولى، وكانت للمسلمين عليهم.

ومدينة سمورة محدثة، اتخذت داراً سنة ثمان وثمانين ومائتين.

السنح (١) :

منازل بني الحارث بن الخزرج بالمدينة النبوية، وهو أطم من آطام المدينة، وبه سميت تلك الناحية، وفي الخبر أن أبا بكر رضي الله عنه كان ساعة موت النبي صلى الله عليه وسلم في أهله بالسنح.

سنح (٢) :

في بلاد التبت من أرض الأتراك، وهي متوسطة الكبر في رأس جبل منيع، عليها سور حجارة حصين، ولها باب واحد وبها صناعات للترك وأعمال وتجارات كثيرة مع من جاورهم وسار إليهم من أرض كابل وأرض الجبل، ويجلب إليها الحديد المنسوب إلى التبت والمسك.

ويحكى أن في هذا الجبل المتصل بسنح ينبت السنبل كثيراً وفي غياضه دواب المسك ترعى السنبل وتشرب من ماء الوادي الجاري إلى سنح فيكون من غذائها هذا المسك، وفي هذا الجبل كهف بعيد القعر يسمع فيه خرير ماء جار، ولا يدرك لهذا الكهف قعر ألبتة، وصوت الماء وخريره مسموع سماعاً فاشياً ولا يعلم حقيقة ما هو عليه إلا الله سبحانه. وينبت بهذا الجبل كثيراً الراوند الصيني ومنه يتجهز به إلى كثير من الآفاق ويتصل بالمشرق والمغرب.

سنترية (٣) :

مدينة متصلة بأرض الجفار، وهي مدينة صغيرة بها منبر وقوم من البربر وأخلاط من العرب المتحضرة، وهي على أول الصحراء، ومنها إلى البحر الشامي في جهة الشمال تسع مراحل، وشرب أهلها من الآبار وعيون قليلة، وبها نخل كثير. ومن سنترية يسير من أراد الدخول إلى أرض كوار وسائر بلاد السودان، وكذلك من سنترية إلى أوجلة عشرة أيام.

سنجة (٤) :

قرية من قرى مرو بعمل خراسان.

قال المسعودي (٥) : قنطرة سنجة إحدى عجائب العالم، وهي ناحية سميساط من الثغور الجزرية، وسنجة نهر تعرف القنطرة به يصب في الفرات.

سنداد (٦) :

نهر فيما بين الحيرة إلى الأبلة.

وقصر سنداد بظهر الكوفة، وهو الذي ذكره الأسود بن يعفر في قصيدته المشهورة، فقال (٧) :

ماذا أؤمل بعد آل محرق ... تركوا منازلهم وبعد إياد


(١) ص ع: السيح؛ وانظر معجم ما استعجم ٣: ٧٦٠، والسيرة ٢: ٢٥٣، وياقوت (سنح) .
(٢) النقل عن نزهة المشتاق: ١٥١، ولكن رسم الكلمة ((سنح)) ورد على الصور الآتية: قفنح، قنفح، سنح، سفح، وفي ص ع: سيح، وعند ابن الوردي: ٣٢ ينتج.
(٣) الإدريسي (د/ب) : ٤٤ - ٤٥/ ٣٠، وقارن بالبكري: ١٤.
(٤) سنج عند ياقوت وكذلك في معجم البكري ٢: ٧٥٩؛ وأما النهر الذي يجري في ديار مضر من أعمال الجزيرة فهو سنجة عند ياقوت، بفتح السين.
(٥) التنبيه والإشراف: ٦٤، وانظر ابن الوردي: ٨٢.
(٦) معجم ما استعجم ٣: ٧٦١ و ٢: ٥١٧، وانظر ياقوت (سنداد) .
(٧) من قصيدة له مفضلية.

<<  <   >  >>