وقد قيلَ - في الجمع بينَ الأحاديثِ -: إنَّ التحويلَ كان في صلاةِ العصرِ.
ولم يبلغْ أهلَ قباءَ إلا في صلاةِ الصبح.
وفيه نظرٌ.
وقيلَ: إنَّ تلكَ الصلاةَ كانتِ الظهرَ.
وقد خرَّجه النسائيُّ فى "تفسيرِه " من حديث أبى سعيد بن المعلَّى، عن
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -
ورُوي عن مجاهدٍ.
وحديثُ البراءِ: يدل على أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى صلاةَ العصرِ كلَّها إلى الكعبةِ، وأنَّ الذين صلَّوْا إلى بيتِ المقدسِ ثمَّ استدارُوا إلى الكعبةِ هُم قومٌ كانوا في مسجد لهمْ، وراءَ إمامٍ لهم، وفي حديثِ ابنِ عمرَ: أنَّهم أهلُ مسجدِ قباءَ، وفي حديثِ تويلة: مسجدِ بني حارثةَ.
وقد رُوي أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ومَن صلَّى معه هم الذينَ استدارُوا في صلاتهم، وأنَّ الكعبة حُوّلتْ في أثناءِ صلاتِهِم.
وقد رُوي نحوُه عن مجاهدٍ وغيره.
وقد ذكرَ ابنُ سعدٍ في "كتابِهِ "، قال: يقالُ: إنَّ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - صلى ركعتين من الظهرِ في المسجدِ بالمسلمين، ثم أُمِرَ أن يتوجهَ إلى المسجد الحرامِ، واستدارَ إليه ودارَ معه المسلمون، ويقال: بل زارَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أمًّ بشرِ بنِ البراءِ بنِ معرور