قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (خَرْجًا) يعني: أجرًا.
وقال أبو. عبيد: الخراج في كلام العرب إنما هو الغلة، ألا تراهم يُسَمُّونَ غَلةَ الأرضِ والدارَ والملوكَ خراجًا؛ ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه قضي بالخراج بالضمان "، وحديث:
"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حجمه أبو طيبة كلَّم أهله فوضعوا عنه من خراجه "
فسمى الغلة: خراجًا.
وقال الأزهري: الخراج: اسم لما يخرج من الفرائض
في الأموال، ويقع على القرية وعلى مال الفيء، ويقع على الجزية وعلى
الغلة، والخراج المصدر. انتهى.
والجزية تسمى خراجًا.
وقد كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر كتابًا مع دِحْيَةَ يُخَيرَهُ
بين إحدى ثلاث، منها: "أن يقرَّ له بخراج يجري عليه "
والحديث في مسند الإمام أحمد وغيره.
* * *
قوله تعالى: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٠٠)
قال اللَّه تعالى: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) .
قال مجاهدٌ: البرزخُ: الحاجزُ بين الموتِ والرجوع إلى الدنيا.
وعنه قالَ: هو ما بينَ الموتِ إلى البعثِ.
قال الحسنُ: هي هذه القبورُ التي بينَكُم وبين الآخرةِ.
وعنه قالَ: هي هذِهِ القبورُ التي تركضونَ عليها، لا يسمعونَ الصوتَ.
وقال عطاءٌ الخراسانيّ: البرزخُ: مدةُ ما بينَ الدُّنيا والآخرةِ.