للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٧١) وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٧٢)

خرَّج الترمذيُّ من حديثِ السديِّ، عن أبيهِ، عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قولِهِ تعالى:

(يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) ، قال:

"يدعى أحدُهُم فيعطى كتابَهُ بيمينه، ويمدُّ له في جسمِهِ ستونَ ذراعًا.

ويبيضُّ وجهُهُ، ويجعلُ على رأسِهِ تاجٌ من نورٍ يتلألأَ، فينطلقُ إلى أصحابِهِ فيرونَهُ من بعيدٍ، فيقولونَْ اللَّهُمَّ آتنا بهذا وباركْ لنا في هذا، حتى يأتيهُم فيقولُ لهم: أبشروا، لكلِّ رجل منكم مثل هذا.

قال: وأمَّا الكافرُ فيسودُّ وجهُهُ يُمَدُّ له في جسمِهِ ستونَ ذِراغا في صورةِ آدمَ، ويلبسُ تاجًا من نارٍ فيراهُ أصحابُهُ، فيقولونَ: نعوذُ باللَّهِ من شرِّ هذا، اللَهُمَّ لا تأتنا بهذا، فيأتيهم فيقولونَ:

اللَّهُمَ أخره عنا، فيقولُ: أبعدكم اللَّهُ، فإنَّ لكلِّ رجلٍ منكُم مثلَ هذا"

وقال: حسنٌ غريبٌ.

وروى عطاءُ بنُ يسارٍ عن كعبٍ قالَ: يُؤتى بالرئيسِ في الشرِّ فيقالُ له:

أجبْ ربَّكَ، فيُنطلقُ به إلى ربِّه، فيحتجبُ عنه ويؤمرُ به إلى النارِ، فيرى

منزلَهُ ومنزلَ أصحابِهِ، فيقالُ: هذه منزلةُ فلانٍ، هذه منزلةُ فلانٍ، فيرى ما

أعدَّ اللَّهُ لهم فيها من الهوانِ، ويرى منزلتَه أشرَّ من منازِلِهم، قال: فيسودُّ

وجهُهُ وتزرقُّ عيناهُ ويوضعُ على رأسهِ قلنسوةٌ من نارٍ، فيخرجُ فلا يراهُ أهلُ

ملإٍ إلا تعوَّذُوا باللَّهِ منه، فيأتي أصحابَهُ الذين كانُوا يجتمعونَ به على الشرِّ

ويعينونَهُ عليه، فما يزالُ يخبرُهُم بما أعدَّ اللَّهُ لهم في النارِ حتى يعلو

<<  <  ج: ص:  >  >>