عطاءُ بنُ يسارٍ عن كعب من قولِهِ نحوَ هذا الكلام أيضًا.
وعن عبدِ العزيز بن أبي روادٍ قالَ: بلغني أنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تلا هذهِ الآيةَ:(قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) ، وعندهُ بعضُ أصحابِهِ وفيهم شيخٌ، فقالَ الشيخُ: يا رسولَ اللَّهِ حجارةُ جهنَّم كحجارةِ الدنيا؟
فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، إنَّ صخرةً من صخرِ جهنَّم أعظمُ من
جبالِ الدنيا كلِّها" فوقعَ الشيخُ مغشيًّا عليه، فوضعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَهُ على فؤادِهِ، فإذا هو حيٌّ فناداه قلْ:"لا إله إلا اللَهُ " فقالَهَا، فبشَّره بالجنةِ، فقالَ أصحابُهُ: يا رسولَ اللهِ أمِنْ بيننا؟ قالَ:"نعم، يقولُ الله تبارك وتعالى:(ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) "
خرَّجه ابن أبي الدنيا.
* * *
قوله تعالى:(وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مطَهَّرَةٌ)
وروى ابنُ جريرٍ في "تفسيره": نا يُونُسُ: نا ابنُ وهْبٍ، عنْ عبدِ
الرحمنِ بنِ زيدِ بنِ أسلمَ، في قوله:(وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مطَهَّرَةٌ)
قال: المطهرةُ: التي لا تحيضُ، قالَ: وكذلكَ خُلقَتْ حواءُ عليها السلامُ حتى عَصَتْ، فلما عصتْ قالَ اللَّهُ تعالى:"إني خلقْتُكِ مطهرةً، وسأدْميكِ كما أدْميتِ هذه الشجرة".
وقد استدلَّ البخاريُّ لذلكَ بعمومِ قولِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا شيءٌ كتبه اللَّهُ على بنات آدمَ "، وهو استدلالٌ ظاهرٌ حسنٌ، ونظيرُهُ: استدلالُ الحسنِ على