للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمَّا قولُ الشاعر:

أنْ لا يُجَاوِرُنَا إلاكِ ديَّارُ

فَشَاذٌّ.

وأمَا قولُهُ:

وإنَّما يُدَافعُ عنْ أحْسَابِهِم أنا أوْ مثْلِي

فهو - عندهم - متأوَّل على أنَّ فيه مَعْنى الاستثناءِ.

كأنَّه قال: ما يدافعُ عن أحْسابهم إلا أنا.

ولكن؛ هذا الذي وقعَ في هذا الحديثِ يشهدُ لجوازه من غيرِ ضرورةٍ.

ويكون حينئذٍ قولُهُ: "إنَّما يدافعُ عن أحْسابِهم أنا" شاهدًا له، غيرَ محتاج إلى

تأويلٍ. واللَّهُ أعلم.

* * *

قوله تعالى: (وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)

أما قولُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: (وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ)

فإنَّه يدلُّ على أنَّ المرأةَ مؤتمنةْ على الإخبار بما في رحِمِها.

ومُصَدَّقة فيه إذا ادَّعَتْ من ذلك مُمْكِنًا.

روى الأعْمشُ، عن مُسْلمٍ، عن مسروق، عن أبيِّ بنِ كعْبٍ.

قال: إنَّ من الأمانةِ أن ائتمنتِ المرأة على فَرْجِها.

<<  <  ج: ص:  >  >>