بعضُها في بعضٍ، يتمنَّى أنه لو خرجَ منها إلى النارِ.
وهذا موقوفٌ، قد سبقَ في البابِ الثاني من وجه آخر مرفوعًا.
وقد رُوي بعضُه من وجهٍ آخرَ مرفوعًا وموقوفًا أيضًا.
وروى منصورُ بنُ صقير، عن حمادِ بنِ سلمةَ، عن أبي حازمٍ، عن
النعمانِ بن أبي عياشٍ، عن أبي سعيدٍ، أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ في هذه الآيةِ:
(فَإِن لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) قال: "المعيشةُ الضنكُ عذابُ القبرِ، يضيَّقُ عليه قبرُه
حتَى تختلفَ أضلاعُهُ، ولا يزالُ يعذبُ حتى يُبعثُ "
خرَّجه الخلالُ، ومنصورُ بن صُقير فيه ضعفٌ.
وخالفَهُ آدمُ بنُ أبي إياسٍ، فرواه عن أبي حازمٍ، عن حمَّادِ بن سلمةَ.
ووقفه.
وكذا رواه الثوريُّ، وسليمانُ بنُ بلالي، والدراورديُّ، وغيرُهم، عن أبي
حازمٍ، عن النعمانِ، عن أبي سعيدٍ مرفوعًا، وخالفَهُم ابنُ عيينة، فرواه عن
أبي حازمٍ عن أبي سلمة عن أبي سعيدٍ موقوفًا أيضًا، فمنهم من قال: أخطأ
فيه ابنُ عيينةَ، كذا قاله أبو زرعةَ والعلائيّ، وقيل: بل أبو سلمةَ هذا هو
النعمانُ بنُ أبي عياشٍ، قاله أبو حاتم الرازيُّ، وأبو أحمدَ الحاكمُ، وأبو بكرٍ
الخطيبُ وغيرُه.
وخرَّجه الإمامُ أحمدُ، من حديثِ علي بنِ زيدِ بن جدعانَ، عن أمِّ
محمدٍ، عن عائشةَ - رضي الله عنها -، أن رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "يرسَلُ على الكافرِ حيتانِ، واحدة من قبَل رأسه، والأخرى من قبلِ رجليه، يقرصانه قرصًا، كلَّما فرغَتا عادَتا إلى يوم القيامةِ".