للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نُقلَ هذا الكلامُ الذي نقلَهُ حربٌ كلُّه، عن أحمدَ صرِيحًا.

كذلك نقلَهُ عنه أبو العباسِ أحمدُ بنُ جعفرِ بنِ يعقوبَ الأصطخريُّ، أنَّه

قال: إنَّ هذه مذاهبَ أهلِ العلم وأصحابِ الأثرِ، وأهلِ السنةِ، المتمسكينَ

بعروقِها، المعروفينَ بها، المقتدَى بهم فيها، ومن لدنْ أصحابِ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى يومِنا هذا، وأدركتُ من أدركتُ من علماءِ الحجازِ وأهلِ الشامِ وغيرِهِم، فمنْ خالفَ شيئًا من هذهِ المذاهبِ، أو طعنَ فيها، أو عابَ قائلَها، فهو مخالفٌ مبتدعٌ خارجٌ من الجماعةِ، زائلٌ عن منهج السنةِ وسبيلِ الحقِّ - فذكرَ العقيدةَ كلَّها - وفيها: وقد خُلقتِ الجنةُ وما فيها، وخُلِقَتِ النارُ وما فيها، خلقهُما اللَّهُ، وخلقَ الخلقَ لَهُما، ولا يفنيانِ، ولا يَفْنى ما فيهما أبدًا، فإن احتجَّ مبتدعٌ أو زنديقٌ بقولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: (كلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) ، ونحو هذا من متشابه القرآنِ؟

قيلَ لهُ: كلُّ شيءٍ هالك مما كتبَ اللَّهُ عليه الفناءَ والهلاكَ هالكٌ، والجنةُ والنارُ خلقتا للبقاءِ لا للفناءِ ولا للهلاكِ، وهُما من الآخرةِ لا من الدُّنيا، وذكرَ بقيةَ العقيدةِ.

وقدْ رُويَتْ هذه العقيدةُ عن الإمامِ أحمدَ: أرواحُ المؤمنينَ في الجنةِ

وأرواخُ الكفارِ في النارِ.

وقد حكَى القاضي أبو يَعْلَى في كتابِ "المعتمدِ" ومن تبعهُ من الأصحابِ

هذا الكلامَ عن عبدِ اللَّهِ بنِ أحمدَ عن أبيه، ولم ينقلْه عبدُ اللَّهِ عن أبيهِ إنَّما

نقلَهُ عن حنبلٍ.

إنما نقل عبدُ اللَّهِ عن أبيه، فقالَ الخلالُ: أنبأنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنُ

حنبلٍ، قال: سألتُ أبي عن أرواح الموتى، أتكونُ في أفنيةِ قبورِها، أم في

<<  <  ج: ص:  >  >>