"فلا تَعْصِي الذي أحببْتَنِي له ".
وسئلَ ذو النونِ: متى أحبُّ ربي؟
قال: "إذا كان ما يبغِضُهُ عندك أمَرَّ من الصَّبر".
وقال بشر بن السري: " ليس من أعلامِ الحبِّ أن تحبَّ ما يبغِضُ".
وقال أبو يعقوب النهرجوري: "كلُّ من ادَّعى محبةَ اللَّهِ جلَّ جلالُهُ ولم
يوافقِ اللَّهَ في أمره، فدعواهُ باطلةٌ، وكلُّ محبٍّ ليسَ يخافُ اللَّهَ فهو
مغرورٌ".
وقال يحيى بن معاذٍ: "ليس بصادقٍ من ادَّعى محبةَ اللَّهِ ولم يحفظْ
حدودَه".
وقال رويمٌ: "المحبةُ الموافقةُ في جميع الأحوالِ " وأنشد:
ولو قُلتَ لي مِتْ مِتُّ سمعًا وطاعةً. . . وقلتُ لداعِي الحقِّ أهلاً ومرحبًا
وقد تقدَّم أنَّ العبدَ لا يجدُ حلاوةَ الإيمانِ حتَّى يحبَّ المرءَ لا يحبه إلا للَّه.
وحتى يكره أن يرجعَ إلى الكفرِ، كما يكرَهُ أن يُلقى في النَّارِ، ولهذا المعنى
كان الحبُّ في اللَّهِ والبغضُ في اللَّهِ من أصولِ الإيمانِ.
وخرَّج الترمذي من حديثِ معاذِ بنِ أنسٍ الجهنيِّ عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
"منْ أعْطى للَّه ومنَعَ للَّهِ، وأحبَّ للَّهِ، وأبْغَضَ للَّهِ، فقدْ استكْمَلَ إيمانَهُ "، وخرَّجه الإمامُ أحمد وزادَ فيه: "وأنكَحَ للَّهِ ".
وفي لفظٍ له أيضًا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن