قبلَها من الذنوبِ، ما لم تُؤْتَ كبيرة وذلكَ الدهرَ كلَّه ".
فممَّا يظهرُ فيه الخشوعُ والذلُّ والانكسارُ من أفعالِ الصلاةِ:
وضعُ اليدين إحداهُما على الأخرى في حالِ القيامِ.
وقد رُوي عن الإمام أحمدَ - رحمه اللَّه - أنه سُئلَ عن المرادِ بذلكَ، فقالَ: هو ذلٌّ بين يَدي عزيزٍ.
قال عليٌّ بنُ محمد المصريُّ الواعظُ - رحمه اللَّه تعالى -: ما سمعتُ في
العلم بأحسنَ من هذا.
ورُوي عن بِشر الحافي - رحمه اللَّه تعالى - أنه قال: "أشتهي منذ أربعينَ
سنةً أن أضعَ يدًا على يدٍ في الصلاةِ ما يمنعُني من ذلكَ إلا أن أكونَ قد
أظهرتُ من الخشوع ما ليس في القلبِ مثلُه "
وروى محمد بنُ نصرٍ المروزيُّ - رحمه اللَّه تعالى - بإسنادِهِ عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال:
يُحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ على قدرِ صنيعهم في الصلاةِ، وفسرهُ بعضُ رواتِهِ فقبضَ شمالَه بيمينهِ وانحنَى هكذا.
وبإسنادِه عن أبي صالحٍ السمَّانِ - رحمه اللَّه تعالى - قال: يُبعثُ الناسُ
يومَ القيامةِ هكذا، ووضَع إحْدى يديه على الأخرَى.
وملاحظةُ هذا المعنى في الصلاةِ يُوجبُ للمصلِّي أن يتذكَّرَ وقوفه بين يدي
اللَّه عزَّ وجلَّ للحسابِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute