أنسٍ، أنَّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لما قدِمَ المدينةَ نزلَ في علوِ المدينة، في حيٍّ يقالَ لهمْ: بنُو عمْرو بنِ عوفٍ، فأقامَ فيهم أربعَ عشرة ليلةً، ثم أرسلَ إلى ملإِ بني النجارِ، فجاءُوا متقلِّدينَ سيوفهم.
قال: وكأني أنظر إلى رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - على راحلتِهِ
وأبو بكرٍ ردفَه وملأُ بني النجارِ حولَهُ، حتى ألقى بفناءِ أبي أيوبَ - وذكرَ
الحديثَ.
وخرَّج - أيضًا - معنى ذلك، من حديث الزهريِّ، عن عروةَ بنِ
الزبيرِ.
وأما ما ذكرَهُ البراءُ في حديثِهِ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بالمدينةِ قِبَلَ بيت المقدسِ ستةَ عشرَ - أو سبعة عشرَ - شهرًا، فهذا شكّ منه في مقدارِ المدة.
ورُوي عن ابنِ عباسٍ، أنَ مدةَ صلاتِهِ بالمدينةِ إلى بيتِ المقدسِ كانت ستةَ
عشرَ شهرًا.
خرَّجه أبو داودَ.
وخرَّج - أيضًا - من حديثِ معاذٍ، أنَّ مدةَ ذلك كانَ ثلاثةَ عشرَ شهرًا.
وروَى كثيرُ بنُ عبدِ اللَّهِ المُزنيّ - وهو ضعيفٌ -، عن أبيه، عن جدِّهِ عمرِو
ابنِ عوف، قالَ: كنَّا معَ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حينَ قدِمَ المدينةَ، فصلَّى نحو بيتِ المقدسِ سبعةَ عشرَ شهرًا.