ابنُ حبيبٍ الهاشميُّ وغيرُهُ.
وقيلَ: بل كانَ في جُمادى الأولِ، وحُكيَ عن إبراهيمَ الحربيَ، ورواه
الزهريُّ عن عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ كعبِ بنِ مالكٍ.
وقولُهُ: "وكان يعجبُه - يعني: النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن تكونَ قبلتُه قبلَ البيتِ " -
يعني: الكعبةَ.
هذا؛ يشهدُ له قولُ اللَّه تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) .
وروى معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ، قالَ:
لما هاجرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينةِ، وكانَ أكثرَ أهلِهَا اليهودُ، أمرَهُ اللَّهُ أنْ يستقبلَ بيتَ المقدسِ، ففرحتِ اليهودُ، فاستقبلَها رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بضعةَ عشر شهرًا، فكانَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يحبُ قبلة إبراهيمَ، فكانَ يدعو وينظرُ إلى السماءِ.
فأنزلَ اللَّهُ: (قَذ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ) الآية.
وقالَ مجاهد: إنَّما كان يحبُّ أنْ يُحوَّل إلى الكعبة، لأنَّ يهودَ قالُوا:
يخالفُنا محمد ويتبعُ قبلَتنا.
وقالَ ابنُ زيد: لمَّا لْزلَ: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) .
قالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هؤلاءِ قومُ يهود يستقبلون بينًا من بيوت اللَّهِ - لبيتِ المقدسِ - لو أئا استقبلناه "، فاستقبلَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ستةَ عشرَ شهرًا، فبلغَه أن اليهود تقولُ:
واللهِ، ما درى محمد وأصحابُهُ أين قبلتُهُم حتَّى هديناهم، فكرهَ ذلك النبيُّ
- صلى الله عليه وسلم - ورفع وجهَه إلى السماءِ، فنزلتْ هذه الآية ُ: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ) .