للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدخلونَ النارَ بذنوبهم، فيقولُ لهم عبدةُ اللات والعزَّى: ما أغنى عنكُم قولُ: لا إله إلا اللَّه، فيغضبُ اللَّهُ لهم فيخرِجُهُم من النارِ، فيدخلونَ الجنةَ".

ومن كان في سخطه يُحسنُ. . . فكيفَ يكونُ إذا ما رضي؟

لا يسوي بين من وحَّده وإن قصَّر في حقوقِ توحيدهِ، وبينَ من أشركَ به.

قال بعضُ السلفِ: كان إبراهيمُ - عليه السلامُ - يقولُ:

اللهمَّ لا تشركْ من كان يشركُ بكَ شيئًا بمن كانَ لا يشركُ بكَ.

كان بعضُ السلفِ يقولُ في دعائِه: اللهمَّ إنَّك قلتَ عن أهلِ النارِ: إنَّهم

أقسمُوا باللَّهِ جهدَ أيمانِهم لا يبعثُ اللَّه من يموتُ، ونحنُ نقسمُ باللهِ جَهدَ

أيمانِنا ليبعثنَّ اللَّهُ من يموتُ، اللهمَّ لا تجمع بينَ أهلِ القَسَمَينِ في دارٍ واحدةٍ.

كان أبو سليمانَ يقولُ: إن طالَبنِي ببخلِي طالبتُه بجودِهِ، وإن طالَبني

بذنوبي طالبتُه بعفوِه، وإن أدخلَنِي النارَ أخبرتُ أهلَ النارِ أنِّي أُحبُّه.

ما أطيبَ وصلَه وما أعذبَه! . . . وما أثقلَ هجرَه وما أصَعبَه!

وفي السخطِ والرِّضى ما أهيبَه! . . . القلبُ يحبُّ وإنْ عذبه

وكان بعضُ العارفينَ يبْكِي طولَ ليلهِ ويقولُ:

إن تعذِّبْني فإنِّي لك محبٌّ، وإنْ ترحمْني فإنَي لك محبٌّ.

العارفونَ يخافونَ من الحجابِ أكثرَ مما يخافونَ من العذابِ.

قال ذو النونِ: خوفُ النارِ عند خوفِ الفراقِ كقطرةٍ في بحرٍ لُجي.

كان بعضُهم يقولُ: إلهِي وسيدِي ومولاي! لو أنَّك عذبْتنِي بعذابِكَ كلِّه.

كانَ ما فاتَني من قربِكَ أعظمُ عنْدِي من العذابِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>