للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن تمسّح بشحم كلى الأسد ومشى بين السباع لم يخفها ولم تقربه، وإن افترس الأسد الفريسة ولم يأكلها ميّز أن ريحها منتنة جدا.

وأصناف الحيوان التي تلغ الدم بألسنتها: الكلاب والسنانير.

الأسد: تضع أولادها غير منفتحة العيون، وإنما تنفتح بعد ذلك.

وأما الأسد خاصّة فليس له من جنسه قرين، ولا يرى شيئا من السّباع كفؤا له فيصحبه، ولا يقرب شيئا من بقايا فريسته بالأمس ولو جهده الجوع ويهرّ زئيره كثيرا من الحيوان الذي هو أعظم منه جسما وقوّة.

وإنما تلد اللّبؤة واحدا ويخرق بطن أمّه بأظفاره ويخرج منه.

الثعلب إذا جاع فلم يقدر على صيد عمد إلى أرض شديدة الحرّ وإلى موضع الطير إذا حمي، فاستلقى على ظهره ونظر إلى فوق، ثم اختلس نفسه وأخذ به داخلا حتى ينتفخ انتفاخا شديدا فيحسبه الطير قد مات، فيقع عليه ليأكل منه كما يأكل الجيفة، فإذا اجتمع الطير انتفض سريعا وقبض على ما وجد فأكله، لأنه ذو خبّ ومكر، كذلك طبيعته إن أصابه ضرر فأثّر فيه آثارا وكلم فيه كلوما أخذ من صمغ شجرة تدعى قنطوريا فأبرأها به.

القرد أهيأ الحيوان لقبول التعليم، وهو لعوب غضوب سريع الحسّ، لا يكون في بلد كثير السباع، عدوّ لجميع الحيوان، مليح الإهاب، نهوش خطوف، إلا أنه إذا شبع نام في غاره ثلاثة أيّام، فإذا خرج صاح بصوت عال تخرج منه رائحة طيّبة، فيجتمع إليه الحيوان لحسن صوته.

ومن أراد ختله فليتمسّح بشحم الضبع ويدخل عليه في غاره، فإنه لا يمتنع، خفيف الجرم، حديد الشدّ يقظان.

دابة يقال لها بالفارسية (بادستر) إذا طلبه القانص استلقى لظهره وأراه أنه لا خصية له، كأنه قد علم ما يطلب منه.

خلق الجبان من الحيوان الخائف سريع الحضر سريع الحركة، وجعل الصّنف الجريء العادي بطيء الحضر مبلّدا.

الضبع مخالفة لجميع أجناس الحيوان، وذلك أنها تصير مرّة ضبعا ذكرا ومرّة أنثى، تلقّح أحيانا كالذكر، وتقبل اللّقاح أحيانا كالأنثى.

وطبيعتها أنّها إذا رأت الكلب في ليلة مقمرة مشت على الآثار ووطئت ظلّه فوقع.

«ومن قتل ضبعا وأخذ لسانه ومرّ بين الكلاب لم تكلب عليه، ولم تعرض له.

ومن مرّ بمكان كثير الضباع فأخذ بيده أصلا من حنظل، أسكتها عنه وهربت منه» .

<<  <   >  >>