للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقتلها، وإن كانت فوق أنزلها، وكذلك إن كانت أسفل، فإن كان جائعا أكل ما أصاب منها، وإن لم يكن به جوع قتلها وتركها فصارت الحيّات ذوات السّم الزّعاف المميت لكل من أصابه أو خالط بدنه غذاء هذه الأيايل، ويكون ملائما لها لذيذا عندها.

وإن دخّن البيت الّذي فيه الحيّات بدخان حريق قرن الأيّل فرّت منه كلّها خوفا.

على أن الأيّل نفسه جبان شديد الرعب، إذا أكل الحية بدأ بذنبها حتى ينتهي إلى رأسها، ثم يقطعه بأسنانه، وأكبر من ذلك أنه يتعلّق برؤوسها وتبقى في الهواء. وتكثر فيه المرّة ويعطش عطشا شديدا فيعوج إلى غدير الماء.

الغزال، يقال: ليس في الحيوان أبصر من الظّباء، ويقال لها باليونانية النّظّارة والمبصرة.

الثور دابّة عمول كدود مقدّر جسمه بقدر قوّته. من طبيعته كثرة المنيّ وتوقّد شهوة السّفاد، إن لم يخص لم يذلّل للعمل ولم يسكن ولم يصحّ جسمه لأنّ الغلمة تحلّ جسمه وتنحله، والخصاء يقطع ذلك كلّه. وبينه وبين الدّبّ عداوة شديدة.

أعنز الجبل وكباشه وهي الأرواء والتّيايل هذا جنس متمرّد في الجبال سريع الحضر في الشواهق والتوقّل «١» فيها وطبيعتها أن تلد توائم.

قد يوجد من البهائم ما لا يحمل، فأما أنثى الخيل إذا كانت حاملا فوطئت أثر الذئب بحافرها أجهضت حملها.

الحمار في طبيعته معرفة صوت الإنسان الذي اعتاد استماعه وإيناسه، لا يضلّ عن طريق سلكه مرّة ولا يخطئه، إذا ضلّ راكبه الطريق هداه وحمله على المحجّة.

وأمّا حدّة السمع، فليس في البهائم فيما يذكر أحدّ سمعا منه.

اليامورة دابّة وحشية نافرة، لها قرنان طويلان، كأنّهما منشاران تنشر بهما الشجر، إذا عطشت وردت الفرات وعليه غياطل»

وغياض ملتفّة أشجارها تفرّعت من أغصانها غصون طوال دقاق مشبّكة، فإذا شربت ريّها وأرادت الصّدر اشتهت الاستتار والعدو بين تلك الأشجار «ولجّت هناك» فعلق قرناها بتلك الغصون اللّدنة المتينة، وكلّما عالجتها لتفلت ازدادت ارتباطا فإذا ضجرت مما وقعت فيه عجّت جزعا، وسمع القنّاص صوتها فأتوها فقتلوها.

الجمل: حقود، يرتصد من ضاربه الفرصة والخلوة لينتقم منه، فإذا أصاب ذلك لم يستبق صاحبه، فأما ظهره فذو سنام مقبّب يكون لكثرة الحمل واحتمال الثّقل،

<<  <   >  >>