للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مالك الحزين ينشل الحيتان من الماء فيأكلها وهي طعامه، لا يحسن السباحة، فإن أخطأه انتشال فجاع طرح نفسه على شاطئ النهر في بعض ضحضاحه، فإذا اجتمعت إليه السمك الصغار لتأكله أسرع لأكل ما يؤكل منه.

من الطير ما يلقح من هبوب الريح، لا يحتاج إلى تزاوج ولا إلى سفاد.

والخفّاش له خصيتان كخصى الحيوان، وله أربع قوائم وأسنان حداد كأسنان ذوات الأربع، يرضع ولده من اللبن إرضاعا، وجلده أملس.

العقعق لا يأوي تحت سقف ولا يستظلّ به، ولكنه يهيّئ وكره في المواضع المشرفة العالية والعراء الكاشف وجه الهواء الفسيح، وطبيعته الزّنا وخيانة الزوج، فإذا باضت الأنثى بيضها حصّنته بورق الدّلب وغطّته كيلا يقربه الخفّاش، فإن مسّه مرق البيض من ساعته وفسد.

النحل يلد من غير لقاح الذكور.

الحية إذا هرمت وكلّ بصرها واسترخى جلدها دخلت في صدع صفاة ضيّق أو جحر ضاغط يعسر عليها النفوذ فيه حتى ينسلخ عنها جلدها فتأتي عين الماء فتنغمس فيها حتى يقوى لحمها وينعصب، فإذا هي فعلت ذلك عادت شابّة كما كانت. فإذا أرادت أن تضيء عينها أكلت الرازيانج الرطب فاشتفت عيناها واحتد بصرها، وإن ضربت ضربة بقصبة استرخت فلم تستطع الفرار، فإن ثنيتها وثبت وسعت هاربة.

إن أنقع الحسك «١» في الماء ثم نضح ذلك الماء بين يدي جحر الحيّة فرت من هناك.

وإن وضع في جحرها أصل حمّص رطب فرّت أيضا.

وإن رأت الحيّة إنسانا عريانا استحيت منه ولم تقربه.

وإن رأته كاسيا حملت عليه بجرأة شديدة، وما أشدّ طلبها لثأرها، وإن شدخ رأسها ماتت من ساعتها.

السّمسمة، وهي حيّة حمراء برّاقة، إذا كبرت وأصابها وجع العين وكمدت «٢» التمست حائطا مقابل المشرق، فإذا تبدّت الشمس أحدّت إليها بصرها قدر ساعة فإذا دخل شعاع الشمس عينها كشط عنها العمى والإظلام، ولا تزال تفعل ذلك سبعة أيّام حتّى يتجدّد بصرها تاما.

<<  <   >  >>