الإنسان. من ثمرة الإحسان، كثرة الإخوان. من سأل ما لا يجب، أجيب بما لا يحبّ، وأنشدت:
وليس لنا عيب سوى أنّ جودنا ... أضرّ بنا والبأس من كل جانب
فأفنى النّدى أموالنا غير ظالم ... وأفنى الرّدى أعمارنا غير عائب
أبونا أب كان للنّاس كلّهم ... أب مثله أغناهم بالمناقب
قال حميد بن الصّيمريّ لابنه: اصحب السّلطان بشدّة التّوقّي كما تصحب السّبع الضّاري والفيل المغتلم والأفعى القاتلة، واصحب الصّديق بلين الجانب والتواضع، واصحب العدوّ بالإعذار إليه والحجّة فيما بينك وبينه، واصحب العامّة بالبرّ والبشر واللطف باللّسان.
وقّع عبد الحميد الكاتب على ظهر كتاب: يا هذا، لو جعلت ما تحمله القراطيس من الكلام مالا حويت جمالا وحزت كمالا.
ووقّع السّفّاح مرّة: ما أقبح بنا أن تكون الدنيا لنا وحاشيتنا خارجون منها، فعجّل أرزاقهم، وزد فيها على قدر كلّ رجل منهم إن شاء الله.
قال الحسن بن عليّ: عنوان الشرف، حسن الخلف.
وقال جعفر بن محمد- عليهما السلام-: إن لم تجف، فقلّما تصفو.
وقال أعرابي: النخلة جذعها نماء، وليفها رشاء، وكربها «١» صلاء، وسعفها ضياء، وحملها غذاء.
وقال الأصمعي: سمعت كسّاحا يقول لغلام له: ألم أضع إزارك، ألم أصنع عود مجرفتك؟ ألم أجعلك كسّاحا على حمارين؟
وجد كتاب باليمن فيه: أنا فلانة بنت فلان التّبّعيّ، كنت آكل البقل الرّطب من الهند وأنا باليمن، ثم جعنا حتى اشترينا مكّوك برّ بمكّوك درّ، من يوسف بن يعقوب بمصر، فمن رآنا فلا يغترّ بالدّنيا.
وقال عليّ بن أبي طالب- كرّم الله وجهه- لرجل من بني تغلب يوم صفّين: أآثرتم معاوية؟ فقال: ما آثرناه، ولكنّا آثرنا القسب «٢» الأصفر، والبرّ الأحمر، والزّيت الأخضر.
قيل للحسن بن عليّ- رضي الله عنه- لمّا صالح معاوية: يا عار المؤمنين.
فقال: العار خير من النار.