٤- ذكر في كتاب «الإمتاع والمؤانسة» أصدقاء أبي عبد الله العارض وعدد منهم ابن زرعة وأبا الوفاء المهندس ومسكويه والأهوازي وبهرام وابن شاهويه، وأنهم كانوا يلازمونه وأنهم أهل مجلسه، وعدد في كتاب الصداقة والصديق أصدقاء ابن سعدان فإذا هم هم، فاتحاد الأصدقاء وتوافقهم واجتماعهم في مجلس وزير يرجح الظن جدا بأن ابن العارض هو ابن سعدان.
٥- جاء في «كتاب الإمتاع والمؤانسة» أن الوزير سأل أبا حيان عما يقول الناس فيه. فقال له:«سمعت بباب الطاق قوما يقولون: اجتمع الناس اليوم على الشط، فلما نزل الوزير ليركب الزبزب صاحوا وضجوا وذكروا غلاء القوت وعوز الطعام وتعذر الكسب وغلبة الفقر، وأنه أجابهم بجواب مرّ مع قطوب الوجه وإظهار التبرم» .
وهذه الأوصاف كلها تنطبق على ما ذكره أبو شجاع في كتابه:«ذيل تجارب الأمم» عن حادثة جرت لابن سعدان.
وابن سعدان هذا استوزره صمصام الدولة البويهي سنة ٣٧٣ لما تقلد الأمور بعد وفاة أبيه عضد الدولة. جاء في كتاب «ذيل تجارب الأمم لأبي شجاع» : «وفيها [أي في سنة ٣٧٣] خلع على أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن سعدان خلع الوزارة- وكان رجلا باذلا لعطائه، مانعا للقائه، فلا يراه أكثر من يقصده إلا ما بين نزوله من درجة داره إلى زبزبه، ومع ذلك فلا يخيب طالب إحسان منه في أكثر مطلبه ...
فبسط يده في الإطلاقات والصلات ... وأحدث من الرسوم استيفاء العشر من جميع ما تسبب به الأولياء والكتّاب والحواشي من أموالهم ... وانضاف إلى ضيق خلقه ما اتفق في وقت نظره من غلاء سعر، فتطيرت العامة ورجموا زبزبه، وشغّبوا الديلم عليه، وهجموا على نهب داره، وانتهت الحال إلى ركوب صمصام الدولة إلى مجتمعهم حتى تلافاهم وردّهم» .
وقد ظل ابن سعدان في الوزارة إلى سنة ٣٧٥ حتى ظهر له خصم هو أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف، فظل يكيد له وينصب الشباك للإيقاع به.
وحدث أن ابن سعدان أراد أن يعيّن أباه كاتبا لوالده صمصام الدولة لما مات كاتبها، فقال أبو القاسم لصمصام الدولة:«إن ابن سعدان قد استولى على أمورك، وملك عليك خزائنك وأموالك، فإذا تم له حصول والده مع السيدة حصلنا تحت الحجر معه» . وتمت المكيدة ولم يعيّن أبوه. ثم قبض على ابن سعدان وأصحابه وأودعوا السجن، واستوزر صمصام الدولة هذا الواشي أبا القاسم عبد العزيز بن يوسف، ولم يكتف أبو القاسم بمجلس ابن سعدان فانتهز فرصة خروج ثائر على صمصام الدولة اسمه «أسفار بن كردويه» يريد خلعه، فدس أبو القاسم إلى صمصام الدولة أن ابن سعدان متصل بهذا الثائر وأن الذي جرى كان من فعله وتدبيره، وأنه لا