للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال آخر:

وما جيرة إلّا كليب بن وائل ... ليالي تحمي عزّة منبت البقل

وقال مسعر بن مكدّم لرقبة بن مصقلة: أراك طفيليّا. قال: يا أبا محمد، كلّ من ترى طفيليّ إلّا أنّهم يتكاتمون.

وقال شاعر:

قوم إذا آنسوا ضيفا فلم يجدوا ... إلا دم الرّأس صبّوه على الباب

قال المفجّع: الرأس الرئيس.

اشتدّ بأبي فرعون الشاشيّ الحال فكتب إلى بعض القضاة بالبصرة:

يا قاضي البصرة ذا الوجه الأغر ... إليك أشكو ما مضى وما غبر

عفا زمان وشتاء قد حضر ... إنّ أبا عمرة «١» في بيتي انحجر

يضرب بالدّفّ وإن شاء زمر ... فاطرده عني بدقيق ينتظر

فأجابه إلى ما سأل.

ويقال: وقف أعرابيّ على حلقة الحسن البصريّ رحمة الله عليه فقال: رحم الله من أعطى من سعة، وواسى من كفاف، وآثر من قلّة. فقال الحسن: ما أبقى أحدا إلّا سأله.

وقال ابن حبيب: يقال أحمق من الضّبع، وذلك أنها وجدت تودية في غدير، فجعلت تشرب الماء وتقول: «يا حبّذا طعم اللّبن» حتى انشقّ بطنها فماتت.

والتّودية: العود يشدّ على رأس الخلف «٢» لئلّا يرضع الفصيل أمّه.

دعا رجل آخر فقال له: هذه تكسب الزيارة وإن لم تسعد، ولعل تقصيرا أنفع فيما أحبّ بلوغه من برّك. فقال صاحبه: حرصك على كرامتي يكفيك مؤونة التكلف لي.

قيل لأعرابيّ: لو كنت خليفة كيف كنت تصنع؟ قال: كنت أستكفي شريف كلّ قوم ناحيته، ثم أخلوا بالمطبخ فآمر الطهاة فيعظمون الثّريدة ويكثرون العراق «٣» ، فأبدأ فآكل لقما، ثم آذن للنّاس، فأيّ ضياع يكون بعد هذا؟! وقال أعرابيّ لابن عمّ له: والله ما جفانكم بعظام، ولا أجسامكم بوسام، ولا بدت لكم نار، ولا طولبتم بثار.

<<  <   >  >>