تخال قدور الصّاد حول بيوتنا ... قنابل «١» دهما في المباءة صيّما
قال أبو عبيدة: كان الأصمعيّ بخيلا، وكان يجمع أحاديث البخلاء ويوصي بها ولده ويتحدّث بها.
وكان أبو عبيدة إذا ذكر الأصمعيّ أنشد:
عظم الطّعام بعينه فكأنّه ... هو نفسه للآكلين طعام
ويقال: أسأرت، إذا أبقيت من الطعام والشراب أو غيرهما، والاسم السّؤر وجماعته الأسآر. ويقال: فأدت الخبزة في الملّة «٢» أفأدها إذا خبزتها فيها. والمفأد: الحديدة التي يخبز بها ويشوى. ويقال: تملّأت من الأكل والشراب تملّؤا، إذا شبعت منهما وامتلأت. ويقال: لفأت اللحم عن العظم لفأ إذا جلفت اللحم عن العظم. واللّفيئة هي البضعة التي لا عظم فيها نحو النّحضة والهبرة والوذرة.
وأنشد يعقوب:
سقى الله الغضا وخبوت قوم ... متى كانت تكون لهم ديارا
أناس لا ينادي الضّيف فيهم ... ولا يقرون آنية صغارا
قال الأصمعي: قال ابن هبيرة: تعجيل الغداء يزيد في المروءة، ويطيّب النّكهة، ويعين على قضاء الحاجة.
قال بعض العرب: أطيب مضغة أكلها الناس صيحانيّة «٣» مصلّبة.
ويقال: آكل الدّوابّ، برذونة رغوث وهي الّتي يرضعها ولدها.
قال أبو الحارث حميد: ما رأيت شيئا أشبه بالقمر ليلة البدر من قدر سقيت اللبن كثيرة السّكّر.
وقال الشاعر:
وإني لأستحي رفيقي أن يرى ... مكان يدي من جانب الزاد أقرعا
ضمّ عثمان بن رواح السّفر ورفيقا له، فقال له الرّفيق: امض إلى السّوق فاشتر لنا لحما. قال: والله ما أقدر. قال: فمضى الرفيق واشترى اللحم ثم قال لعثمان: قم الآن فاطبخ القدر. قال: والله ما أقدر. فطبخها الرفيق. ثم قال: قم الآن فاثرد.