للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنفع ولم يدر «١» بما يحبه ويرضاه فتوكل عليه في حظوظه فأسعفه بها، وهذا لا عاقبة له سواء كانت أموالا أو رياسات، أو جاها عند الخلق أو نحو ذلك، فذلك حظه من دنياه وآخرته «٢» .

[المتابعة والإخلاص شرطان لقبول الأعمال:]

واعلم أن العبد لا يكون متحققا بعبادة الله تعالى إلا بأصلين:

أحدهما: متابعة الرسول صلى الله عليه وسلّم، والثانى: إخلاص العبودية.

والناس في هذين الأصلين على أربعة أقسام:

أهل الإخلاص والمتابعة، فأعمالهم كلها لله، وأقوالهم ومنعهم وإعطاؤهم وحبهم وبغضهم، كل ذلك لله تعالى، لا يريدون من العباد جزاء ولا شكورا، أعدوا الناس كأصحاب القبور لا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فإنه لا يعامل أحدا من الخلق إلا لجهله بالله وجهله بالخلق.

والإخلاص هو العمل الذى لا يقبل الله من عامل عملا صوابا عاريا منه، وهو الذى ألزم عباده به إلى الموت، قال الله تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا*

«٣» وقال: إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

«٤» ، وأحسن العمل أخلصه وأصوبه. (فالخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم) «٥» ، وهذا هو العمل الصالح المذكور في قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ

«٦» وهو العمل الحسن في قوله تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً

«٧» وهو الذى أمر به النبى صلى الله عليه وسلّم في قوله «كل عمل

<<  <   >  >>