أمحرة طائفته الملك العادل جمال الدين بن سعد الدين، فأوقع بهم وقائع وأفنى منهم أمما وأسر منهم عوالم ملأت أقطار الأرض يمنا وهندا وحجازا ومصرا وشاما وروما.
وقد أقيم بعد إسحاق المذكور ابنه اندراس فهلك لأربعة أشهر من ولايته، وأقيم بعده عمّه نخربزاى بن داود بن سيف أرعد، فلم تطل أيامه وهلك في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين فأقيم عوضه سلمون بن إسحاق بن داود فهلك سريعا.
فكان للحبشة في سنة أو نحوها أربعة ملوك وتوالت حروب المسلمين فيهم تقتل وتأسر وتسبى وتحرق وتغنم، ثم فشا في عامة بلاد الحبشة وباء عظيم شنيع فى سنة تسع وثلاثين وثمانمائة وهلك فيه الحطى وعالم عظيم، حتى قيل: إنه قد خلت البلاد لموت أهلها والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
ذكر بلاد الزيلع «١»
اعلم أن بلاد الزيلع كما تقدم من جملة أراضى الحبشة، وعرفت بقرية بجزيرة فى البحر يقال لها: زيلع، وطول أرض الزيلع برا وبحرا نحو شهرين، وعرضها أكثر من شهرين، إلا أن غالبها قفار غير مسكونة ومقدار العمارة مسافة ثلاثة وأربعين يوما طولا في عرض أربعين يوما.
وتنقسم إلى سبع ممالك، وهى: أوفات ودوارو وارابينى وهدية وشرخا وبالى ودارة، ولكل مملكة من هذه الممالك السبع ملك، ويتسلط عليهم جميعهم الحطى ملك أمحرة، ويأخذ منهم القطيعة من المال في كل سنة، وهى قماش وغيره، وكلها ممالك ضعيفة قليلة المتحصل، وبها المساجد والجوامع التى تقام بها الجمعة والجماعة، وعند أهلها محافظة على الدين ويقال لها: الجبرت، وهى بلاد حارة وبيوتهم من طين وحجر وخشب، وليس لها أسواق ولا بها فخامة لأمورهم.
[ومملكة أوفات]
طولها خمسة عشر يوما في عرض عشرين كلها عامرة بالقرى، والأسعار بها رخيصة.
أخبرنى الشيخ المعمر الأديب الشاعر المغربى الجوّال في الأرض رحمه الله قال: