للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أنواع الشرك:]

أما الشرك الأول فهو نوعان:

أحدهما: شرك التعطيل، وهو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون في قوله:

وَما رَبُّ الْعالَمِينَ

«١» وقال: يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً

«٢» والشرك والتعطيل متلازمان، فكل مشرك معطل، وكل معطل مشرك، لكن الشرك لا يستلزم أصل التعطيل، بل قد يكون المشرك مقرا بالخالق سبحانه وتعالى وصفاته ولكنه معطل حق التوحيد.

[أنواع التعطيل:]

وأصل الشرك وقاعدته التى يرجع إليها هو التعطيل وهو ثلاثة أقسام: أحدها:

تعطيل المصنوع عن صانعه. الثانى: تعطيل الصانع عن كماله الثابت له. الثالث:

تعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد. ومن هذا: شرك أهل الوحدة، ومنه: شرك الملاحدة القائلين بقدم العالم وأبديته، وأن الحوادث بأسرها مستندة إلى أسباب ووسائط اقتضت إيجادها ويسمونها: العقول والنفوس.

ومن شرك معطلة الأسماء والصفات كالجهمية «٣» والقرامطة «٤» وغلاة المعتزلة.

[شرك التشبيه والتمثيل]

وهو شرك من جعل معه إلها آخر كالنصارى في المسيح واليهود في عزير والمجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور وحوادث الشر إلى الظلمة، وشرك القدرية المجوسية مختصر منه، وهؤلاء أكثر مشركى العالم، وهو طوائف جمة،

<<  <   >  >>