للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خوفا من شدة سطوته واتقاء عقوبته.

ومناقبه عديدة ومآثره كثيرة، وجملة القول فيه أن الله تعالى أيّد به الدين وأعز بدولته الإسلام والمسلمين، وكان من جليل سعادته أن الله تعالى أهلك في أيام دولته طاغية الكفر الحطى إسحاق بن داود بن سيف أرعد في ذى القعدة سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، فأقيم بعده اندراس بن إسحاق فهلك لأربعة أشهر من ولايته وقام بأمر أمحرة عمه حزيتاى بن داود بن سيف أرعد، فكانت أربع ملوك في نحو سنة وكل ذلك تعظم فتوحات جمال الدين الجليلة، وتعدد وقائعه العظيمة، وتكثر أعماله وعماله وغنائمه وأسراه وقتلاه وسباياه تمكينا من الله تعالى له في الأرض وتأييدا له بالنصر، ومع هذه الفتوحات العظيمة فلقد أسلم على يديه عالم من أمحرة لا يحصى عددهم، هداهم الله به وأنقذهم من النار بيمن دولته، وذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

ولما استشهد جمال الدين قام بأمر المسلمين من بعده أخوه شهاب الدين أحمد بدلاى، وما زال يجتهد في تحصيل قاتل أخيه جمال الدين حتى ظفر به وقتله، وجرى على سنّة أخيه في غزو أمحرة وفتح من بلادهم عدة أعمال وقتل طائفة من أمرائهم وحرق البلاد وغنم وقتل وأسر وسبى عالما كثيرا، بحيث كثرت الأموال من الذهب والفضة والثياب والدروع في أيدى جماعته.

وحازوا من الوصايف ما لا يعد، وخرّب ست كنائس وعدة قرى واسترد البالى من أيدى الناس النصارى ورد إليها ألف بيت من المسلمين، إلا أنه حدث في أيامه سنة تسع وثلاثين وباء عظيم مات فيه من المسلمين والنصارى عوالم كثيرة جدا، وهلك الحطى، وأقاموا بعده صبيا صغيرا. وهذا السلطان بدلاى مقيم في بلاد وذكر أخوه خير الدين في بلاد ركلة.

وأظهر بدلاى سيرة العدل في مملكته، فأمنّت الطرقات وانكف الناس عن الظلم من العسكر وغيرهم ورخصت الأسعار في أيامه.

وأظهر بدلاى سيرة العدل في مملكته، فأمنّت الطرقات وانكف الناس عن الظلم من العسكر وغيرهم ورخصت الأسعار في أيامه.

قال مؤلفه- تغمده الله برحمته: حرره جامعه ومؤلفه أحمد بن على المقريزى- فى ذى القعدة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، فصح جهد الطاقة والله أعلم بعيبه وأحكم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين.

تم

<<  <   >  >>