من المعانى الجيدة، فإنك تقول: بكت السماء: إذا نزل الغيث، ويعدون نزول المطر على رممهم وديارهم التى أقفرت «١» من [ساكنيها]«٢» بكاء وندما، وفي أشعارهم وأشعار من بعدهم من هذا كثير يخرجنا عن الغرض إيراده.
وقوله:«ما ملكه قط بشر، ولا حازه أنثى ولا ذكر» .
إشارة إلى أن الماء لا يملك، وذلك ما لا خلاف فيه فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الذى لا يملك فقال:«الماء والكلأ» أو قال: «الماء والنار»«٣» .
وقوله:«تلعب به الصبيان» كلام بين بنفسه، فمن ذا صبى لا يلعب بالماء، كذلك كنتم من قبل.
وقوله:«تقلى من سعره الأثمان» كلام بين نفسه، وكل أحد يعلم أن الماء حتى عزّ وجوده اشتراه مبتغيه وطلبه بأعلى الأثمان.
روينا عن ابن السماك «٤» أنه قال لهارون الرشيد: يا أمير المؤمنين، لو منعت عنك شربة من الماء، بكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكى، قال: فلو شربتها واحتبست فلم تخرج، بكم تشترى خروجها؟ قال: بنصف ملكى الآخر. قال:
فما قدر ملك قيمته بوله، فبكى الرشيد.
وقوله:«تمازجه الإيقاف» وأظنه تصحيف. وقوله:«وما يتلى في سورة ق» يشير إلى قوله: وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ
«٥» .
وقوله:«يصلى ويصوم» . فصلاته إما دلالته على خالقه سبحانه وتعالى، أو حمل ذلك على ظاهره وهما قولان مشهوران، وقد ثبت بنص كتاب الله أن كل