فيها، فلا يتركون عكما ولا غرارة الا ويتخللونها بتلك المسال الملعونة مخافة ان يكون في تلك الغرارة او العكم اللذين لا يحتويان سوى الزاد شيء غيّب عليه من بضاعة أو مال. وهذا أقبح ما يؤثر في الأحاديث الملعّنة، وقد نهى الله عن التجسس، فكيف عن الكشف لما يرجى ستر الصون دونه من حال لا يريد صاحبها ان يطلع عليها، اما استحقارا او استنفاسا دون بخل بواجب يلزمها، والله الآخذ على ايدي هؤلاء الظلمة بيد هذا السلطان العادل وتوفيقه، ان شاء الله.
[ما اجتزنا من المواضع]
ومن المواضع التي اجتزنا عليها بعد إخميم المذكورة موضع يعرف بمنشاة السودان على الشط الغربي من النيل، وهي قرية معمورة، ويقال: انها كانت في القدم مدينة كبيرة. وقد قام أمام هذه القرية، بينها وبين النيل، رصيف عال من الحجارة كأنه السور يضرب فيه النيل ولا يعلوه عند فيضه ومده فالقرية بسببه في امن من أتيّه.
ومنها موضع يعرف بالبلينة، وهي قرية حسنة كثيرة النخل، بالشط الغربي من النيل، بينها وبين قوص اربعة برد.
ومنها موضع يعرف بدشنة بالشط الشرقي من النيل، وهي مدينة مسورة فيها جميع مرافق المدن، وبينها وبين قوص بريدان.
ومنها موضع بغربي النيل وعلى مقربة من شطه يعرف بدندرة، وهي مدينة من مدن الصعيد كثيرة النخل مستحسنة المنظر مشتهرة بطيب الرّطب، بينها وبين قوص بريد. وذكر لنا ان فيها هيكلا عظيما، وهو المعروف عند اهل هذه الجهات بالبربا، حسبما ذكرنا عند ذكر اخميم، وهيكلها يقال ان هيكل دندرة احفل منه واعظم.