للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رقاب بعض" ١.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رءوسًا جُهَّالًا فَسَأَلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا" ٢.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ، وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّهَا أَوَّلُ ما ينسى" ٣.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَرْتَفِعَ الْعِلْمُ وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ" ٤.

وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ بِأَسْرِهَا تَدُلُّ عَلَى خُلُوِّ الزَّمَانِ عَمَّنْ يَقُومُ بِالْوَاجِبَاتِ.

وَأَمَّا الْمَعْقُولُ فَمِنْ وَجْهَيْنِ:

الْأَوَّلُ: أَنْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْأُمَّةِ جَازَ الْخَطَأُ عَلَيْهِ، فَوَجَبَ جَوَازُهُ عَلَى الْكُلِّ كَمَا أَنَّهُ لَمَّا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الزَّنْجِ أَسْوَدَ، كَانَ الْكُلُّ أَسْوَدَ.

الثَّانِي: أَنَّ ذَلِكَ الْإِجْمَاعَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ لِدِلَالَةٍ أَوْ لِأَمَارَةٍ، فَإِنْ كَانَ لِدِلَالَةٍ فَالْوَاقِعَةُ الَّتِي أَجْمَعَ عَلَيْهَا كُلُّ عُلَمَاءِ الْعَالَمِ تَكُونُ وَاقِعَةً عَظِيمَةً، وَمِثْلُ هَذِهِ الْوَاقِعَةِ مِمَّا تَتَوَفَّرُ الدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِ الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ الَّذِي لِأَجْلِهِ أَجْمَعُوا وَكَانَ يَنْبَغِي اشْتِهَارُ تِلْكَ الدِّلَالَةِ، وَحِينَئِذٍ لَا يبقى في التمسك


١ أخرجه البخاري من حديث ابن عمر، كتاب الديات، باب قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} "٦٨٦٨". ومسلم، كتاب الإيمان، باب معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا ترجعوا بعدي كفارًا" "٦٦". وأبو داود كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان "٤٦٨٦". وابن أبي شيبة "١٥/ ٣٠". والإمام أحمد في مسنده "٢/ ٨٥". وابن حبان في صحيحه "١٨٧". والنسائي، كتاب تحريم الذم، باب تحرير القتل "٧/ ١٢٦". وابن ماجه، كتاب الفتن، باب لا ترجعوا بعدي كفارًا "٣٩٤٣".
٢ أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو، كتاب العلم، باب كيف يطلب العلم "١٠٠"، ومسلم، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه "٢٦٧٣". والترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في ذهاب العلم "٢٦٥٢". وابن ماجه، المقدمة "٥٢". الدارمي "١/ ٧٧". وأحمد في مسنده "٢/ ١٦٢، ١٩٠". وابن عبد البر في كتاب "جامع بيان العلم وفضله" "١/ ١٤٨-١٤٩". وابن حبان في صحيحه "٤٥٧١".
٣ أخرج الترمذي في حديث أبي هريرة بنحوه، كتاب الفرائض، باب ما جاء في تعليم الفرائض "٢٠٩١" وابن ماجه، كتاب الفرائض، باب الحث على تعليم الفرائض "٢٧١٩". والحاكم في المستدرك، كتاب الفرائض "٤/ ٣٣٢". وفي الباب من طريق عبد الله بن مسعود. وقال الذهبي: فيه حفص وهو واهٍ وذكره الحافظ المناوي في فيض القدير "٣٣٢٦". وقال ابن حجر: مدراه على حفص هذا وهو متروك.
٤ أخرجه مسلم من حديث أنس بن مالك، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه "٢٦٧١". وابن ماجه، كتاب الفتن، باب أشراط الساعة "٤٠٤٥". وعبد الرزاق في المصنف "٢٠٨٠١". وأحمد في المسند "٣/ ١٧٦". وأبو يعلى في مسنده "٢٨٩٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>