للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (١) لأن الله تعالى له صفات لائقة بكماله وجلاله لا تدرك حقيقة كيفيتها يقول تعالى {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (٢)، والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم (٣).

وعلى هذا فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله تبارك وتعالى صورة فيجب علينا الإِيمان بذلك وأن لا نروم إدراك كيفيتها ولا نشبهها بالصورة الجسمية (٤) لأنها صورة خالق غني عما سواه وكل ما سواه مفتقر إليه فصورة الخالق الغني. تناسب كماله وعظمة جلاله (٥) روى أبو هريرة رضي الله عنه "أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله، قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا يا رسول الله، قال فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئًا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها، أو منافقوها، شك إبراهيم. فيأيتهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا


(١) سورة الشورى آية (١١).
(٢) سورة طه آية (١١٠).
(٣) انظر شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية ص ٩. ومنهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للشنقيطي ص ٣، ٤، وآداب البحث والمناظرة له القسم الثاني ص ١٢٧ - ١٢٩.
(٤) الصورة بالضم الشكل، وتستعمل بمعنى النوع والصفة، وتعرف الصورة الجسمية بأنها: الجوهر الممتد في الأبعاد كلها المدرك في باديء النظر بالحس. انظر القاموس المحيط جـ ٢ ص ٧٣. والتعريفات للجرجاني ص ١١٩.
(٥) انظر المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص ٥٨.

<<  <   >  >>