للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا علمنا هذا ترجح لدينا أنه ابتدأ دراسة الفقه مبكرًا، وأنه بدأ يستقل برأيه ويجتهد بعد أن تجاوز الرابعة والعشرين من عمره أو في أثنائها.

[٤ - شيوخه]

تلقى أبو محمد بن حزم العلم عن كثير من العلماء من ذوى الرأي والإحاطة من علماء عصره، وقد صحب في صغره أبا علي الحسين بن علي الفاسي وكان هذا كما وصفه ابن حزم: "عاقلا عالمًا ممن تقدم في الصلاح والنسك الصحيح، والزهد في الدنيا والاجتهاد للآخرة ... - إلى أن قال - وما رأيت مثله جملة علمًا وعملًا ودينًا وورعًا فنفعني الله به كثيرًا". (١)

وكانت هذه الصحبة في مجلس أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد الأزدي (٢) شيخه وأستاذه، وقد تلقى عليه الحديث والنحو واللغة. (٣)

وكان أبو محمد مصاحبًا للشيخ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري. (٤)


(١) طوق الحمامة ص ٢٧٥. بتصرف.
(٢) سبقت ترجمته ص ٣٧.
(٣) انظر طوق الحمامة ص ٨١، ١٨٢، ٢٧٥.
(٤) انظر البداية والنهاية لابن كثير جـ ١٢ ص ٩٢، وسير النبلاء للذهبي جزء خاص بترجمة ابن حزم ص ٢٢. وأبو عمر هذا فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلافات في الفقه وعلوم الحديث، والرجال قديم السماع كثير الشيوخ على أنه لم يخرج من الأندلس وله مؤلفات نافعة وكان يميل في الفقه إلى مذهب الشافعي، من مؤلفاته التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد=

<<  <   >  >>