فهذا القول من الله تعالى لكل مصل قرأ الفاتحة ومن يصلى في وقت واحد في ساعة واحدة، ويقرأ الفاتحة لا يحصى عددهم إلا هو سبحانه ويقول تعالى لكل قارىء منهم ما يقول للآخر ولا عجب فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عدم استحالة مثل ذلك عند حساب الله لخلقه فسبحان الذي وسع سمعه الأصوات مع اختلاف اللغات وتفنن الحاجات يسمع دعاء خلقه سمع إجابة، ويسمع كل ما يقولون سمع علم وإحاطة لا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل ولا يتبرم بإلحاح المحلين فإنه هو الخالق لكل هذا تبارك وتعالى.
[الرد على الشبهة الثالثة]
من الرد على الشبهتين السابقتين يأتي الرد على هذه الشبهة أي القول بقيام أفعال الله تعالى بذاته، وأن نزوله لا يشبه نزول الخلق فلا يلزمه ما لزمهم.
أي أن الباري سبحانه وتعالى يتصف بالصفات التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق به فصفاته لا تشبه شيئا من صفات خلقه، كما أن ذاته وحياته لا تشبه سائر الذوات وحياتهم وكذا سمعه وبصره وسائر صفاته لا تشبه أسماع
(١) صحيح الإِمام مسلم (١: ٢٩٦)، سُنن أبي داود (١: ٢١٧) سُنن الترمذي (٥: ٢٠١)، سُنن ابن ماجه (٢: ١٢٤٣, ١٢٤٤) موطأ الإِمام مالك (١: ٨٤، ٨٥)، مسند الإِمام أحمد (٢: ٢٤١، ٢٨٥، ٤٦٠).