للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدليل الرابع]

إنكار الله سبحانه على من زعم أنه لم يخلق الخلق لغاية ولا لحكمة قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} (١). وقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} (٢) والحق هو الحكم والغايات المحمودة التي لأجلها خلق الله ذلك كله.

وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين حيث نزهوه عن إيجاد الخلق لا لشيء ولا لغاية فقال تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ} (٣) وأخبر أن هذا ظن أعدائه لاظن أوليائه فقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} (٤).

وفي الآيات دلالة ظاهرة على أن الله خلق المخلوقات غير عابث ولا لاعب بل لغرض هو الحق وهو الحكم والغايات التي لأجلها خلق الموجودات (٥).

[الدليل الخامس]

جواب الله تعالى للملائكة: بقوله: " {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} حين قال لهم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ


(١) سورة المؤمنون: آية (١١٥).
(٢) سورة الدخان: الآيتان (٣٨، ٣٩).
(٣) سورة آل عمران: آية (١٩١).
(٤) سوره ص: آية (٢٧).
(٥) انظر شفاء العليل ص (٤١٦، ٤١٧).

<<  <   >  >>