للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول أبو يعلى بعد أن ذكر حديث أبي سعيد الخدري: "ولا يصح تأويل ذلك على الشدة، ولأنه قال: فيتمثل لهم الرب وقد كشف عن ساقه. والشدائد لا تسمى ربا. ولأنه قال "يخرون .. سجدا" .. والسجود لا يكون للشدائد". (١)

وفي مختصر الصواعق: قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (٢) مطابقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "فيكشف عن ساقه" وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة قالوا وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه، فإن لغة القوم أن يقال: كشفت الشدة عن القوم لا كشفت عنها. كقوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ} (٣) فالعذاب هو المكشوف لا المكشوف عنه. وأيضا فهناك تحدث شدة لا تزول، إلا بدخول الجنة. وهنا لا يدعون إلى السجود، وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة" (٤)

مما ذكرنا عن أبي يعلى وابن القيم، نرى استبعادهم لحمل الساق الوارد إثباته لله تعالى على معنى الشدة ويثبتونه صفة لله تعالى على ما يليق بجلاله تعالي وتقدس.

[(١٥) القدم والرجل]

يذهب أبو محمد بن حزم إلى أن معنى القدم والرجل - في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن جهنم لا تمتلىء حتى يضع فيها


(١) المعتمد في أصول الدين (ص ٥٣).
(٢) سورة القلم: آية (٤٢).
(٣) سورة الزخرف: آية (٥٠).
(٤) مختصر الصواعق (المرسلة (١: ٢٣).

<<  <   >  >>