للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدليل الخامس]

ما روى البخاري بسنده عن جرير بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم عيانًا" (١).

[الدليل السادس]

ما روى البخاري بسنده عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة وقال لهم: "إصبروا حتى تلقوا (٢) الله ورسوله فإنى على الحوض" (٣).

والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على رؤية الله تعالى ولقائه كثيرة جدًّا يطول بنا المقام لو ذكرناها ويذكر ابن القيم أنها متواترة وعد قرابة ثلاثين صحابيًّا ممن رووها عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أحاديثهم. (٤).


(١) صحيح الإِمام البخاري (٤: ٢٠٠).
(٢) اللقاء: هو نقيض الحجاب. لسان العرب (٢٠: ١٢٠)، حكاه عن ابن سيدة. قال الراغب: هو مقابلة الشيء ومصادفته معًا ويعبر به عن كل منهما ويقال ذلك في الإِدراك بالحس والبصر تاج العروس (١٠: ٣٣٠)، وانظر تهذيب اللغة (٩: ٢٩٩).
وقال الرازي: اللقاء وصول أحد الجسمين إلى الآخر بحيث يحاسه شخصه "تاج العروس" (١٠: ٣٣٠).
والملاقاة توافي الإثنين متقابلين. معجم مقاييس اللغة (٥: ٢٦١). من هذا يظهر أن اللقاء يتم بوصول جسم إلى آخر ومقابلته له سواء حصلت الرؤية أو لم تحصل. ولكن إذا نسب هذا الوصول وتلك الملاقاة إلى الحي السليم من العمى والمانع فلا يحتمل سوى الرؤية وحكى ابن القيم إجماع أهل اللسان على هذا. انظر حادي الأرواح ص (٢٢٤).
(٣) صحيح الإِمام البخاري (٤: ٢٠٢).
(٤) انظر حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص (٢٣١).

<<  <   >  >>