للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(١٢) الأصابع.]

يذهب أبو محمد بن حزم إلى تأويل أصابع الله عز وجل بالتدبير والنعم. فيقول في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "إن قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الله عز وجل" (١) إنه بين تدبيرين ونعمتين من تدبير الله عز وجل ونعمه إما كفاية تسره، وإما بلاء يأجره عليه.

والإِصبع في اللغة النعمة وقلب كل أحد بين توفيق الله وجلاله وكلاهما حكمه عز وجل (٢).

مذهب ابن حزم في أصابع الله تعالى موافق للمؤولة من المعتزلة (٣) والأشاعرة (٤). فالجميع يؤولونها على خلاف مايدل عليه ظاهر النصوص المثبتة لها.


(١) انظر صحيح مسلم (٤: ٢٠٤٥)، المستدرك للحاكم (٤: ٣٢١) سنن الترمذي (٤: ٤٤٨، ٤٤٩)، (٥: ٥٣٨)، سنن ابن ماجة (١: ٧٣) مسند الإِمام أحمد (٢: ١٦٨، ١٧٣) (٦: ١٨٢، ٢٥١، ٣٠٢، ٣١٥)، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (ص ٢٠٨، ٢٠٩)، رد الدارمي على المريسي (٥٩، ٦١، ٦٢)، كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص ٨١)، الشريعة للآجري (ص ٣١٦، ٣١٧)
(٢) انظر الفصل لابن حزم (٢: ١٦٧).
(٣) يؤول المعتزلة كل ما ورد من الصفات التي يوصف بمثلها الخلق. انظر المقالات للأشعري (١: ٢٣٥)، وانظر في تأويلهم للأصابع مختلف الحديث (ص ٢٠٨، ٢٠٩)، ورد الدارمي على المريسي (ص ٥٩ - ٦٣).
(٤) انظر الشامل في أصول الدين للجويني (ص ٥٦٤)، أساس التقديس للرازي (ص ١٣٧)، غاية المرام للآمدي (ص ١٣٩)، شرح المواقف (ص ١٧٥، ١٧٦، ١٧٩).

<<  <   >  >>